مساء الوفاء للأوفياء،
مساء الأبجدية وعصام حداد وآل حداد الكرام،
مساء الغربة وشربل بعيني وأوستراليا،
مساء الرسولة البهية،
مساء المحبة للجميع.. وشكراً لحضوركم.
يسعدني ويشرفني في هذه العشية الندية من مسايا حزيران أن ألتقي بكم شعراء وأدباء ومثقفين واوفياء للشعر والابداع، وقد جئنا لنحتفل معاً بإطلاق كتاب سفيرة المحبّة والثقافة بين لبنان وأوستراليا والدول العربية كافة، الدكتورة بهية أبو حمد عن شربل بعيني، عنوانه: "شربل بعيني منارة الحرف". وقد قدمت من القارة البعيدة لتفي عهداً قطعته على نفسها إزاء قامة أدبية وانسانية هامة، لعبت دوراً رائداً وجامعاً ومحييا للأدب العربي والشعر العربي والثقافة عامة في القارة الأوسترالية المترامية.. على مدى عقود.
وإني لأحار بمن أبدأ؟ أبالبهية التي نذرت العمر وما اختزنته من ثقافة في عالم القانون وعالم الأدب والشعر من أجل إبراز المواهب والطاقات وتشجيعها وإضفاء الألق على كل جديد وكل مفيد وكل انجاز وجدت نفسها تفاعلت معه واستساغته واستحق التنويه والتشجيع والتقدير والجوائز.
وعلى خطى الكبير "شربل بعيني" سارت الدكتورة بهيو أبو حمد وقد تأثرت بمواهبه وديدنه ومنهجه في إطلاق المواهب وتشجيعها عن طريق نشرها في الإعلام العربي الذي أسسه في أوستراليا، وخاصة في تلفزيون ومجلة الغربة والاذاعة ايضاً، وعبر المهرجانات التي تقام لمنح الجوائز للمستحقين من أبناء الجالية اللبنانية والعربية الكبيرة والمقيمة هناك، والتي تحتاج الى من يحتضنها ويرعاها من أهل الضاد والمجلين فيها.
ولعلها (الدكتورة) شاءت كما أعلنت في مقدمات الكتاب أن تفي الأستاذ شربل حقه من الوفاء، وأن تبادله العطاء بالعطاء، والعرفان بالعرفان، فأكبت على دواوينه الشعرية البالغة خمسة عشر ديواناً (15 ديواناً) في الفصحى والعامية، درساً وتحليلاً وتحليقاً مع رؤاه وتجلياته، وأضفت من روحها وومضاتها وشغفها الكثير على مختاراتها من تلك القصائد، فأمتعت وأسعدت واستحقت الشكر.
وبدوري، وقد اتيحت لي فرصة الكلام في كبير من بلادي، ولو على عجل، أن أنوّه بشخصه الكريم والفريد وبمروءاته ونبله، وقد عرفت عنه الكثير من خلال آل حداد الكرام (ونحن اليوم في ضيافتهم) أصدقائه المخلصين، والذين لم يتوانوا يوماً عن ذكره والاعتراف بمزاياه وخصاله الحميدة، سيما وانه أولى أدب الدكتور الحاضر الغائب عصام حداد أهمية كبرى. (الدكتور عصام حداد هو من أسس جائزة شربل بعيني عام 1992) وكرّمه في أستراليا وعلى منابرها، ومن خلال الكتب التي أتيح لي مطالعتها، وما أرسله لي الشاعر منها في البريد بناء على طلبي. ولذا اسمح لنفسي اليوم أن أقول انه أرزة من لبنان زرعت في المهجر واستظلها اللبنانيون وسواهم، وشهدت للبنان الانسان والقيم والعادات والانتماء. جمعت ولم تفرّق، وطدت ولم تنقض.ولم يدع مناسبة وطنية يحييها لبنان إلا وأحياها في أوستراليا، ولا حدثاً يمسّ لأمن لبنان أو كرامة أبنائه إلا وأطلق صرخته هناك، ولم ينس الأشقاء ولا بلدانهم ولا المحن، ولكم تغنى بالشام وبغداد وعمان وسواها، ولكم شقّه ما سال من دماء أبرياء، وما آلم الشعوب العربية إثر ربيعهم الذي لم يزهر قط.
دكتورة بهية: مبروك صدور/ ولادة (شربل بعيني منارة الحرف)، الذي شئت أن يزهر في لبنان موطن الشاعر وجنته الأولى والأخيرة، فردوسه الأغلى والأحب.
لكأنك ترسّخين محبته في القلوب ، قلوب عارفيه وقارئيه وقادريه، تحيين ماضياً عذباً، سماءً توارت أو حجبت، فجمعت درراً من الشعر من مؤلفاته العديدة، مختارات تتلألأ في الإيقاع والإيحاء بدءاً من ديوانه "مراهقة" مروراً بـ "رباعيات" ثم "ألله ونقطة زيت"، ثم "عبلى"، "مناجاة علي"، "اشتقنا"، "أوزان"، "ظلال"، "قصائد مسلية"، "الغربة الطويلة"، "ابن مجدليا"، "جنية الشجر"، "مشي معي"، "قصائد ريفية"، وانتهاء بديوانه "أغنية حب الى أستراليا" الذي أعلن فيه شكره وحبه وفخره بأوستراليا البلد المضيف أرضاً وشعباً، والوفاء لها عرفاناً وامتناناً.
رحلة الألف ميل لشربل بعيني صارت موجزة، ومن فاته مرافقة الشاعر في محطاته العديدة لربما سيجد ضالته في كتاب الدكتورة بهية ابو حمد الذي اكتنز من الدر انقاه، ومن الجمالات أنقاها وأسماها.
شكراً لك، شكراً لكم والسلام عليكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق