عنقاء تَدْمُرْ: زينوفيّا/ د عدنان الظاهر

( قصّة خرافيّة )
1ـ طافتْ حولي
أطيافُ الموجاتِ الأولى بَحْثا
أخرُقُ مسعاها خَرْقا
لولا أنْ تَعْرِضَ صَفْحا
حطّتْ فوقي أثقالا
فاقتْ طوقَ القُدرةِ مُذْ كان الأقوى
2ـ غابتْ زينوفيّا عنقاءَ
في لوحِ الزورقِ يهوي مُختلاّ
الدمعةُ إطلاقةُ نارالصبرِ المُرِّ
تحتَ العمُقِ الضاربِ في قلبِ البحرِ
لا تتهيبُ لا تستهدي
شاراتٍ في جَزْرٍ أو مدِّ
الآنَ متى ألقاها ؟
الطلقةُ إيّاها في صدري
زمجرةُ الموجةِ في مُرِّ البحرِ
إنذارُ سقوطِ الليلةِ في حُكمِ الظلِّ
تخلطُ ماءَ النهرِ بماءِ البحرِ
تجتازُ الحاجزَ حبلاً من نارِ
( ما أشنعَها من نارِ )
أمشي الرملةَ عاري الصدرِ
أحملُ في كفّي رأساً دوّارا
أسعى للنصفِ الغائبِ في نصفي
الكوكبُ يهوي منكوساً في رأسي
[ عهدي به ميْتاً كأحسنِ نائمِ / ديكُ الجن الحمصي ]
3ـ يتنصّلُ منّي تفكيري
يتشعبُ أشتاتا
يأخُذُني حيثُ الأزرقُ في حمأةِ عينيها خَرْقٌ خَفّاقُ 
يجأرُ في عِزِّ السمتِ العالي
طَفَحاً يتخطّفُ بؤرةَ ماسِ الإبصارِ
يُنسيني إمكاني
مكسوراً في ذُلّي
مأسورَ اللونِ الغافي في غابِ المرجانِ
لا أسمعُ خضَّ الضجّةِ في البابِ العالي
آهٍ لو دارى أو أغلقَ بابا
أو أتقنَ سِرَّ الأقفالِ
 4ـ دلَّ عليها مدلولُ
لا يفتأُ ينجابُ لصوتِ الذيبِ
في الغابِ الصاخبِ أصداءَ
الغابةُ في الهدأةِ تدنو زَحْفا
تقرأُ ما في الأدؤرِ من حيطانِ
تتنصُّتُ رافعةً آذانا
إسحبْ كفّكَ لا تصفعْ وجَهَ جِدارِ الدارِ الأخرى
الدارُ قرارُ
دَعها للمُطنِبِ إسرافا
يشهقُ أو يَنْفَقُ شَنقا
يغرقُ في الماءِ الرقراقِ ....
التوقُ الأقوى طَوْقا
طوَّحَني لمضافةِ ذي مَسَدِ
أقبسُ نارا
أتعلّقُ بالركبِ الماشي شوْقا
تركوني أطرقُ باباً في البرقِ
أتلوّى تَوّاقاً طَرْقا
رَقْماً يعصى شدّا 
طوَّعَني للآتي سَهوا
يمسحُ بي ظَهْرَ الأرضِ
يُجلِسُني في مقهى
مُنتظراً ذئباً أشقرَ بريّا
يحملُ كأساً ماساً في ماسِ 
يرفلُ بالعرشِ حريرا
يمضَغُ قاتاً حِمْصيّا 
يتصاعدُ ثؤلولاً ثؤلولاً مغليّا  
أَنقذني ( سيفَ اللهِ المسلولا )
من قبضةِ وَحْشٍ في سنِّ الحُزنِ.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق