في اجتماعها المنعقد في الناصرة ، كشفت لجنة الوفاق الوطني حقيقة ما جرى من جهود ومساعٍ بعد حل الكنيست والاعلان عن انتخابات برلمانية جديدة في السابع عشر من ايلول القادم ، لإعادة تشكيل القائمة المشتركة ، واعلنت اخفاقها وفشلها في تحقيق ذلك ، واكدت أن الرفض جاء من التجمع والتغيير .
ورغم الوصول على طرق مسدود الا أن الجميع ما زال يتشدق ويقول : خيارنا المشتركة ، ونتمسك بالمشتركة ، وما ذلك إلا ضريبة كلامية وخداع وتضليل للجمهور العربي ، الذي فقد ثقته بالأحزاب ، التي ادارت ظهورها الى نبض الشارع ، ورغبة الناس ، ونداء الجماهير ، وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الكرسي أهم من المبدأ ومصلحة الشعب .
كنا نتمنى من صميم قلوبنا تحقيق ونجاح فكرة المشتركة ، بعد تفكيكها في المرة السابقة ، لكن للأسف أن الأحزاب لم تستخلص العبر ولم تتعلم الدرس ولم تستفد من التجربة الماضية ، ونسيت ما حصل في الانتخابات الماضية من توسل عبر مكبرات المساجد والسيارات ، وقد فشلت جميع الجهود التي بذلتها لجنة الوفاق الوطني ، التي تم توكيلها من قبل الاحزاب الاربعة بان تكون المرجعية ، واعلنت امام الملأ عن التزامها بما تقرره بخصوص التشكيلة الحزبية للقائمة المشتركة العتيدة ، ولكن التجمع والتغيير لحسا توقيعهما وسحبا توكيلهما بعد اعلان الوفاق عن توزيعة المقاعد .
والآن فنحن امام فصل جديد من مسرحية حزبية متواصلة في حياتنا السياسية ، بعد فقدان الأمل بخوض الانتخابات بقائمة مشتركة وواحدة ، وخاصة بعد اعلان ب. اسعد غانم عن تشكيل حزب جديد ، وظهور حزب سياسي آخر جديد يهودي عربي مشترك بمبادرة من ابراهام بورغ ورئيس بلدية حيفا سابقا يونا ياهف والنائب السابق طلب الصانع ، وعدد من الشخصيات الاكاديمية منها فيصل عزايزة رئيس مجلس دبورية سابقًا ، فباعتقادي ورأيي المتواضع أن الامر يتطلب تفكيرًا آخرًا وتغييرًا في التكتيك والاستراتيجية ، وذلك ببناء تحالفات أخرى كتحالف بين الجبهة والاسلامية مثلًا ، مع مجموعة من الشخصيات الاعتبارية المستقلة التي لها ثقل ووزن في المجتمع ، وذلك بأسرع وقت ممكن لأنه لم يتبق سوى أيام قليلة لتقديم القوائم للجنة الانتخابات ، وعلى الجميع أن يدرك جيدًا ان خوض الانتخابات لوحده مصيره الفشل والخسارة والهزيمة ، ويقود الى الانتحار السياسي ، وماذا ينفع الندم بعد خراب بصرى ؟؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق