ضاق الشرق بالحياة/ حسن العاصي

1
وحدهم المنتظرين بحزنهم
يزدهون بوردة الفرح
وهم على قاب مخاض الشقاء
لتهبّ أبجديات النزوح
من خاصرة الجروح
وينكفئ شعاع الأمل
في انحناءة قزحية

2
تمرُّ بي
فراشات البحر
تحلّق نحو الغيمات المهاجرة
جهة غصن الضوء
لتمطر في درب الرحيل
لون الصبح

3
تمضي الخطى
نحو دائرة الغفوة الأخيرة
تخلع بعض دروبها
لتستريح
تدخل عتمة العمر
تصلح قدميها
وتمضي

4
يحاصر البحر موج التراب
ألتحف حيرتي
وأغفو على صدى الحزن
أغمض أرق حزني
لأنعتق من الخطايا
موجة حزينة

5
في دروب العمر
يموت وجه الأحلام
نكفنها بحرير القلوب
تبكيها عصافير الصباح
على الشرفات المطفأة
تحضنها خميلة الوادي
لتغفو حزينة

6
تعدو مرايا الوجع
في مواسم الخطايا
تبكي ساحات المدينة
صخب العمر
مثل شفق تُحار له
الضحكات الحزينة
تنحني سنابل الدهشة
وتُغلق على موجة الحقل
واحة الشقاء

7
ذات ركود
أوصد الوجع خيوط الحلم
يترجّل التعب
من صهوة الوقت
يقطف أشلاء السكون
بغيمة بين وهْمَين
ليهتدي المطر
إلى ساقية الصباح

8
ضاق الشرق بفسحة الحياة
تغازل جهاته ضفاف الموت
ألا يدل الدم على القاتل
ويستدل على القتلى بالقبور
على جناح الندى
أسرجنا غيث الموتى
ليغفو في أحضان الأرض
ونختم سحابة الغدير
من الشمس إلى المطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق