يعتبر الشاعر والناقد والمفكر الفلسطيني الدكتور عزالدين المناصرة من أبرز القامات في الأدب والثقافة العربية المعاصرة، لما قدمة ويقدمه من عمل جليل في رحاب الأدب؛ من شعر ومقالة وأبحاث أدبية وفكرية ونقدية، وله باعٍ طويل في التعليم الجامعي الأكاديمي والتدريس والتأهيل.
ولِد المناصرة في مدينة الخليل بفلسطين، في 11-4-1946م. وترعرع ودرس بها حتى عام 1964م. وأكمل دراسته في مصر ليحصل فيها على عدة شهادات جامعية في العلوم العربية والإسلامية، والنقد والبلاغة والأدب المقارن من جامعة صوفيا في بلغاريا ومن ثم حصل على “درجة الدكتوراه ــ P.H.D” في النقد الحديث، والأدب المقارن في جامعة صوفيا، عام 1981. فمرتبة “بروفيسور” من جامعة فيلادلفيا بالأردن، بالإضافة إلى إنه عمل كمدرس أكاديمي في خمس جامعات عربية.
يُعرف عن الدكتور المناصرة غزارة نتاجه الأدبي وتميّزه، فقد أصدر أحد عشر مجموعة شعرية متنوعة، كما إنه أصدر خمسة وعشرين كتاباً منوعاً في الأدب والنقد والثقافة، وهو من رواد المدرسة السلافية في النقد والأدب المقارن، وعُرف كذلك بقصائده الوجدانية وتميز بأسلوب فريد، حتى قال عنه الروائي الجزائري الطاهر وطّار في حَفل تكريمه بمؤسسة الجاحظية، عام 2004م. بأنه: “لا يقلّ أهمية عن زميله محمود درويش في الشعر، ولا يقلُّ أهمية عن مواطنه إدوارد سعيد في النقد الثقافي المقارن”. ويقول عنه الأكاديمي الهندي الدكتور(N. Shamnad) من جامعة كيرالا: “يعدُّ عز الدين المناصرة من أهم النقاد المقارنين العرب، الذين بذلوا جهدهم في اقتراح منهج مقارن جديد، خصوصاً في كتاب “المثاقفة والنقد المقارن ــ والنقد الثقافي المقارن”.
لم يكن المناصرة مقاوماً ومناضلاً بالقلم فقط فقد كان من أبرز المشاركين في الثورة الفلسطينية المعاصرة “1964 ــ 1994” ضدَّ إسرائيل، وكان الشاعر الفلسطيني الوحيد الذي حمل السلاح وخاض المعارك في المرحلة اللبنانية “1972 ــ 1982”. وأبعدته السلطات الأردنية بقرار رسمي، بتاريخ 10/12/1982م، عندما زار عمّان، قادماً من حصار بيروت 1982م. حيث كان يعيش، وسحبت منه الجنسية الأردنية، لكنها أعادتها له في أيلول، 1991. و منذ عالم 1964م. لم يستطع دخول فلسطين مسقط رأسه حتى اليوم.
قضى الدكتور عزالدين جلَّ سنيَّ عمره في المنافي بين بيروت ومصر والأردن وتونس والجزائر وبلغاريا، وبعد زواجه رزق بثلاث أولاد كانت ولادتهم في ثلاثة عواصم عربية.
إلى جانب ذلك شغل بعض المناصب القيادية العسكرية وعدداً من المناصب والوظائف الثقافية والأدبية في مؤسسات ثقافية عربية وعالمية، وكان مشاركاً ومديراً للعشرات من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الثقافية في عدد من العواصم العربية، وأُنجز ثلاثة أفلام سينمائية عن حياته الشخصية، ومن أبرز مجموعاته الشعرية: “يا عنب الخليل، قاع العالم، مذكرات البحر الميت، قمر جَرَشْ كان حزيناً، بالأخضر كفّناه، مطرٌ حامض، وغيرها من الأعمال المميزة”
ومن كتبه النقدية والثقافية التي جاوزت الخمسة وعشرين كتاباً: ” الفن التشكيلي الفلسطيني، السينما الإسرائيلية في القرن العشرين، المثاقفة والنقد المقارن، حارس النص الشعري، موسوعة الفن التشكيلي الفلسطيني في القرن العشرين- في مجلّدين، إشكالات قصيدة النثر” بالإضافة إلى ما يقارب عشرين كتاباً آخر، كذلك تُرجمت بعض أعماله إلى الفارسية والفرنسية والهولندية والإنكليزية، كما صدرت عدة كتب نقدية عن تجربته الشعرية.
فُصل المناصرة من عمله كعميد لكلية العلوم التربوية – جامعة الأونروا بسبب احتجاجه العلني على قرار الأونروا في فيينا بإغلاق الكلية، لكن الأونروا أُجبرت على التراجع عن القرار بعد مظاهرات شعبية بعمان خرجت تطالب بالتراجع عن قرار الإغلاق، وقرار فصل العميد. وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة في الثقافة والفكر والأدب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق