كم وددتُ
وأنا أصافح العقد الرابع
من عمرٍ أكلتهُ الغربة
أن استدرج النوارس
علّها تقرع أجراس الكنائس.
....
وكم غازلتُ بجع البحيرات
عسى أن تطبع قبلة اشتياق
على جبين دجلة
وخدّي الفرات.
....
وكم توددتُ لنخلة
سعفها عانق السماء
لاهزّ جذعها
علّهُ يغدو بساط رحيل
إلى ضفاف الرافدين
حيث مزامير المُرتلين.
....
وكم انفردتُ بنفسي
وفاوضتُ ذاتي
على حواف الأرصفة
المُبتلة بدموع الغرباء
من أجلِ عزلةٍ
لا أعلمُ كم تطول
لكي أُهادن عقلي
واستفتيّ قلبي
للانفصال عن الغربة
لارسل لها قبلة
بفم الوداع
من أرضِ وطنٍ
صلبني فوق جلجلة المنافي
وأنا ما بلغتُ عمر الورود!
....
وكم جلستُ
في ضيافة ليلٍ أوزي
أنصتُ إلى خرير قلبي
الذي يُمسك بذراع الأمنيات
فوجدتُه يحملُ في رحمِ الأعوام
محطّات أعرفها وتعرفني
ويقيني أنّني سالتقي
في يومٍ ما
بوطنٍ جُبلتُ من ترابهِ
تكحيل العين به
يفتح بابًا لطيرٍ سجين،
فماذا ينفع الإنسان
لو انتشر
في كلِّ الاوطان
وخسر وطنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق