لعل خطة صفقة القرن وما نتج عنها من تحركات باتت تحمل كل معالم الفشل للسياسة الامريكية التي عمل جاريد كوشنير على تسويقها وأن ما حملته هذه الصفقة من وضع اليات وتصور اقتصادي بات امر غير مقبول حيث يسعى كوشنر الي تسويق افكاره مجددا وربط المسارين الاقتصادي والسياسي على اعتبار أن تراجع حدت التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد يحسن ظروف الاقتصاد الفلسطيني الذي يشهد قيودا بسبب غياب السلام، ويعتقد ترامب أن تحسين الظروف الاقتصادية من شأنه ألا يخدم فقط الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما كل المنطقة بأسرها كونه يتعامل مع القضية الفلسطينية كصفقة تجارية مستبعدا الظروف المأساوية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وبات اي رفض جديد للخطة يضمن فشلها لا سميا وان زياراته المرتقبة لحكومة الاحتلال ستسفر عن استمرار الازمة السياسية لدى الاحتلال بعد ان اعلن نتيناهو فشله في تشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة وهذا يعني ان النتيجة لمحصلة كل ذلك هو فشل صفقة القرن وعدم قدرته الاعلان عن تفاصيلها ونشرها حتى اللحظة.
ان السلام الذي تحمله صفقة القرن يعني استمرار اليات الحروب ولا يلبي طموح الشعب الفلسطيني الحرب وان دولة الاحتلال الاسرائيلي تتمسك في الاحتلال ولن تتنازل عن القدس والضفة الغربية وغور الأردن والمستوطنات، وبذلك تختار حكومة الاحتلال استمرار الاحتلال بدلا من احلال السلام .
لقد بات مصير صفقة القرن الانضمام إلى عشرات الخطط السياسية والمؤامرات التى احيكت من اجل النيل من صمود الشعب الفلسطيني وكان مصيرها الفشل الذريع لأنها لا تعبر عن الواقع ولا عن طموح الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .
لقد بات من الضروري العمل على مقاطعة الادارة الامريكية وما تحمله صفقة القرن من مضامين لا تلبي الحد الادنى من ما يمكن القبول به عربيا ومن المهم وقف أي تعامل مع المبعوث الامريكي كوشنر وعدم الحديث مع من يمثل المستوطنين حول السلام لأن ما يخططون له هو الازدهار للمستوطنين ولدولة الاحتلال الاسرائيلي والعمل على دعم الموقف الفلسطيني ومساندة القيادة الفلسطينية فى بناء الدولة الفلسطينية لان ما يخطط له كوشنر لا يمت لعلية السلام بأي صله ولا يمتلك القدرة على صياغة مبادرة حقيقية لعملية السلام ووقف منحازا الى حكومة الاحتلال داعما الاستيطان والمستوطنات على حساب الشعب الفلسطيني وفى الوقت نفسه وبعد فشل نتيناهو تشكيل حكومة جديدة لدي الاحتلال اصبح يكرس الفشل والهزيمة للخطة الامريكية لعملية السلام ويلاحقه الفشل وبات لا قيمة له ولا لخطته في المنطقة العربية وقد عزل نفسه عن أي دور في عملية السلام فى المستقبل .
إن الإدارة الامريكية مستمرة بدعم الاحتلال وبتجاهل قرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية والإسلامية، الأمر الذي يؤكد على أن ادارة ترامب باتت تسيء للشعب الفلسطيني والعرب والأحرار في العالم وأن استمرارها بتجاهل الشرعية الدولية والاستخفاف بحق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية وتنكرها لوجوده لن يؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وإن محاولات تصدير الفشل الأمريكي عبر الاستمرار في دعم الاحتلال والاستيطان لن تنجح، بفضل صمود شعبنا وحنكة قيادته السياسية والدعم العربي والإسلامي الكبير لمواقف الرئيس محمود عباس التي أعلنها صراحة بأن القدس ومقدساتها وكرامة الشعب الفلسطيني ليست للبيع أو المساومة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق