فما بال العراق يئنُّ جوعـاً.. وكلُّ ترابهِ ماءٌ ونورُ/ كريم مرزة الأسدي

البحر الوافر 

وعجَّ عجاجُها فغداً يثورُ***عـراقٌ  فالعروقُ  به  تفورُ

إذا ما كانَ في الثوراتِ شرّ*** فكلُّ شرارةٍ  وبها شرورُ

فما كان العراقُ بذاتِ يومٍ**على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ

ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ ***موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ

ولا أمسى بدجلة َأو رباها ****أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ

ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ **بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ

ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها ** فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ

ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ **يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ

ولا كانَ الشمالُ على فراق ***   كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ

فما بال العراق ِ يئنُّ جوعـاً*** *** وكلُّ ترابهِ  ماءٌ  ونــورُ

وما بال الأنام ِتنــامُ خـوفاً ***** وكانتْ كــلّما مُسَّــتْ تثورُ

 وما بال النساء ِموشحاتٍ ****  بحزن والدموعُ هي المهورُ

وما بال الشبابِ ينطُّ غــربــاً *****  وإنْ أكلتْ آمانيهم بحورُ

إلى كمْ ذا تعاني مـن مـرار***** أجـــبْ يا أيها البلدُ الصبورُ

تريدُ منَ الزمان ِصفـاءَ طبــع ٍ***وطبـــعُ الدهرِمنقلبٌ غـدورُ
فكمْ ديســـتْ أمامَ العين ِخلقا ** وكـم مـنْ خلفنا طُعنتْ ظهورُ

وكلٌّ يــدّعي حقّاً لشـــــعب ****كــأنَ لســـــــانهُ عــيٌّ قصــيرُ

مصيرُ الشعبِ حــــقٌّ لا لفـــردٍ ** ولا للغــيرِ يحكمُ ما المصيرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق