يوميّات تشرينيّة ٌ مِنْ ساحةِ التحرير/ كريم عبدالله

خيولُ ( جواد سليم )* الجامحة

يا جواد ( سليم )* أنجبتْ محنتنا أشبالاً تضحكُ على الموت أطعمت ( المطعم التركيّ )* حُلّة َ المجدِ سقوهُ دماءً نفضتْ عنهُ إهمالَ السنين بـ الـ ( تُكْ تُكْ )* حملوا الضياءَ يُنيرُ وجهَ بغداد الحزين يتراقصُ في ليلِ دجلة يُسيّلُ همجيّةَ البنادقِ الملثّمة علّها تقنصُ فُتاتَ أهازيج التحرير غريبة ٌ بلا هويّةٍ سرقتْ ( حديقة الأمّة )* فهاجتْ خيولكَ المثخنةِ بـ الصمتِ تنعتقتُ ثمارُ نُطفها تمزّقُ قيودَ الخوف تستأسدُ منتفضة ً أساطيلها الهادرة تسحقُ زمجرتها ولايةَ الغرابَ الأعورَ الغادر تهتفُ براكينها ( برّةْ برّةْ برو برو )* فـ يخرجُ الطوفان يملأُ شوارعَ المدن عصفهُ يتركُ عروشَ الطغاةِ جحيماً يغلي في تواريخهم الغابرة .

* جواد سليم : فنان تشكيلي عراقي مشهور له نصبّ الحرية في ساحة التحرير يتوسّط مدينة بغداد .
*تُكْ تُكْ : دراجة بخاريّة لها ثلاث عجلات ويجلس فيها ثلاثة أشخاص من ضمنهم السائق , صغيرة الحجم كان لها الدور الكبير والمهم في نقل الجرحى والشهداء في هذه الانتفاضة دون مقابل ايّ شيء سوى حبّ الوطن .
*حديقة الأمّة : حديقة في ساحة التحرير .
* برّةْ – برو : الأولى مفردة شعبيّة عراقيّة معناها ( أخرج ) والثانية مفردة فارسيّة لها نفس المعنى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق