صوت من الماضي:
تمنيت أن الخمر حلت لنشوة ** تجهلني كيف اطمأنت بي الحال؟
أبو العلاء
أحيانا أتمدد على الأرض كالقط أمام المدفأة في ليالي الشتاء
عاريا إلا من ذنوبي وخياناتي
فأنا- بحمد الله- لم أعد وفيا ولا وطنيا ولا صادقا ولا صاحب مروءة
في زمن العولمة والحوسبة والرقمنة
فكل الأشياء معولمة ومحوسبة ومرقمنة
حتى الوفاء الزوجي والحب الوطني
أحلم لو كل خمارات العالم تحولت إلى خمارة واحدة
وكل الخمور الجيدة والرديئة والمعتقة والحديثة حالت خمرا واحدة
وصبت في كأس واحدة في سعة الملكوت
وكرعت منها لأسكر سكرا أبديا
***
لو كل الصيدليات تحولت إلى صيدلية واحدة
وكفتني مؤونة التطواف من صيدلية إلى صيدلية
وكل الحبوب المهدئة والمنومة تحولت إلى حبة واحدة
فأنا أقضي يومي متسكعا أسأل ولا جواب
هل هذا وطن؟
أم منفى؟
أم معتقل؟
هل هذا هو الإنسان؟
وهل هذه هي معيشة الإنسان؟
وما هذه الأرض التي يدخل إليها الذهب فيغدو ترابا
ويخرج منها التراب فيغدو ذهبا؟
وما هذه الجنة التي تجري من تحتها الأنهار وعليها ملايين الجياع والمرضى؟
ولأني لا أملك الجواب
ودودة السؤال تنخر مخي
وليس لي إلا التسكع على أرصفة الملل
وهامش الليل
فحتى الليل محجوز للعاشقين
- وليل العاشقين طويل-
صرت أحلم حلما سرياليا
بكأس في سعة الملكوت
وحبة بحجم المجرة
لتتخدر الدودة التي تنخر مخي
وأستريح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق