إن حكومة المستوطنين بقيادة المدعو نتنياهو تقود وترعى عصابات الإرهاب والكراهية والتطرف الديني التي تواصل جرائمها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة في مدينة القدس المحتلة، والتي يغذيها فكر عنصري متطرف قائم على التحريض المتواصل ضد كل فلسطيني وانه لا يمكن تبرير صمت العالم ومؤسساته على مواصلة اعتداء الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى وإحراق المساجد من قبل عصابات الإرهابيين اليهود وتدنيسه بكتاباتهم العنصرية .
ان التصريحات الصادرة عن قيادات الاحتلال حول احتمال ضم أجزاء من الضفة الغربية في الأغوار وشمال البحر الميت مرفوضة ومدانة وتعكس مستوى غير مسبوق من التعنت السياسي لدى قيادات الاحتلال سواء في الحكم أو المعارضة وإن هذه المواقف تعد انعكاس لحالة الفوضى داخل مجتمع الاحتلال ومن الخطر الشديد الزج بالقضية الفلسطينية في معترك الازمة الانتخابية والمصالح السياسية الضيقة للقيادات الإسرائيلية الذين باتوا يعانون من ازمات نفسية صعبة نتيجة الوضع الحالي القائم واحتمالات انفجاره بصورة غير متوقعة في حال أقدم الاحتلال على تنفيذ هذه السياسات .
إن القانون الدولي واضح في هذا الخصوص وإن إقدام الاحتلال على إعلان ضم الجولان في السابق لم يغير من حقيقة كونها أرضا محتلة في نظر القانون الدولي ومن ثمّ فإن هذه المواقف والسياسات الإسرائيلية بشأن ضم أجزاء من الضفة لن يكون لها تأثير عملي على الوضعية القانونية لهذه الأراضي بوصفها أرضا محتلة ولن تؤدي الا لمزيد من التصعيد وتقويض فرص الحل السياسي في المستقبل .
انه من الطبيعي ان تسير الامور في منحدر خطير بعد كل هذه الاجراءات التي يقوم بها الاحتلال وان تعيد المنطقة الى مربع الصفر وكنتيجة لهذا السياسيات الاسرائيلية العقيمة ستدخل المنطقة الي عهد جديد وسيبقي المستقبل مجهول امام فرص تحقيق سلام عادل مبني على الشرعية الدولية وبكل المقاييس فان ما يتم طرحه من قبل قيادة الاحتلال الاسرائيلي والانحياز الامريكي للاحتلال سيؤدي في المحصلة النهائية الى تبلور مرحلة جديدة وانفجار الاوضاع في المنطقة ومن الصعب السيطرة عليها فالاحتلال يعيد استنساخ الاحتلال ويضع المنطقة برمتها امام خيارات ستكون صعبة في المستقبل وواضح اليوم ان القيادة الفلسطينية ستتخذ خطوات مهمة لمواجهة كل هذا الدمار والخراب الذي يلحق في المنطقة وستكون امام خيارات صعبة وإذا لم تستطع ان تصل إلى شيء سيصبح من الصعب الاستمرار في الوضع القائم حاليا ويجب ان يتم اتخاذ خطوات نحو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية الارض الفلسطينية والعمل على المضي قدما لبناء الدولة الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي واتخاذ كل الاجراءات الكفيلة في الانفكاك عن الاحتلال وعدم التعامل معه بأي شكل من الاشكال .
اننا وفي ظل عدم وجود شريك حقيقي لصنع السلام وتخلي الولايات المتحدة الامريكي عن دورها السابق ولم تعد تتحمل مسؤوليتها كدولة راعية وشريك أساسي في عملية السلام بل اصبحت شريكا استراتيجيا لدولة الاحتلال وهي من يشجع الاحتلال علي استمرار الاستيطان وسرقة الارض الفلسطينية وإعادة انتاج الاحتلال من جديد للأراضي الفلسطينية ولا بد هنا ان يتم التوجه الي المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لطلب الحماية الدولية والاستمرار في التحرك الدولي والشعبي لحماية الشعب الفلسطيني ووضع استراتيجية وطنية شاملة لإعادة صياغة وبناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بما يلائم الواقع الجديد ومتطلبات الصمود لمواجهة نهج الاحتلال الغاصب لأرضنا وحقوقنا الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق