البعد السياسي للتهدئة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي/ سري القدوة

ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي باتت تعمل وبوضوح علي اضعاف السلطة الوطنية فى ظل محاولات اعادة انتاج نيتنياهو كرئيس وزراء لحكومة الاحتلال من خلال سحب البساط السياسي من تحت اقدام القيادة الفلسطينية ومحاربة الرئيس محمود عباس وما مسلسل الفشل السياسي ورفض الاحتلال واستمرار الحرب الشرسة وعمليات القتل والاعتقالات والحصار على المحافظات الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية الا دليل واضح على ان حكومة الاحتلال تسعى إلى تحقيق أهدافها العدوانية وتحاول بث الفتنة وإضعاف القيادة الفلسطينية ومحاربتها وخاصة بعد  ما حققه النظام السياسي الفلسطيني من نجاحات دولية وفي مقدمتها الحصول علي الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية والالتحاق بكافة المؤسسات الدولية والسعي الي محاكمة الاحتلال وقادته عبر محكمة الجنايات الدولية .
وفى ظل هذه المؤامرات تتواصل جهود التهدئة بين حماس والاحتلال الاسرائيلي المغلفة بالوضع الانساني وهي في الحقيقة تهدف الى خلق البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية وباتت التهدئة طويلة الأمد بين حماس والاحتلال في غزة  إجراءات تأتي بالتزامن ما بين عمليات البطش الاسرائيلي ومصادرة الأراضي وقرصنة الأموال وتفرد الاحتلال بالضفة من جهة ومحاولة تكريس دولة غزة لتحقيق مصالح سياسية وأن التعاون بين الاحتلال وحماس والتوصل الي تفاهمات التهدئة الطويلة الخاصة بوساطة مع بعض الدول هدفها تدمير المشروع الوطني وترسيخ الانقسام في الساحة الفلسطينية وفصل غزة جغرافيا وقانونيا عن فلسطين لقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام1967.
ولم يعد امر التهدئة سرا بل تجتمع قيادة الاحتلال الكابينت من اجل اتخاذ قرار خطة حول تهدئة طويل الأمد في غزة، وبات من الواضح هنا بان  أمريكا والاحتلال يعملان مع حماس لإقامة دويلة في غزة ولعل الحديث عن التهدئة في غزة هو خطة خبيثة مبيتة من أجل ضرب المشروع الوطني الفلسطيني وأن التعاطي مع هكذا مشاريع هو تساوق مع الموقف الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وأن هذه التهدئة التي تناقشها حكومة الاحتلال بموافقة حماس التي قررت وقف مسيرات العودة وأعطت الضوء الاخضر لبناء المستشفي الامريكي العسكري هو من أجل تقديم أوراق اعتماد وهذا يعني تطبيق فعلي لصفقة التفاهمات بين حركة حماس والاحتلال والتي تأتي في اطار مخطط اسرائيلي بدا واضحا في خطة الست نقاط التي أعلنها نتنياهو بما فيها الممر المائي والمطار الأمر الذي يسارع الخُطى لتمرير المشروع بالتزامن مع تطبيق دولة الاحتلال لصفقة القرن .
إن شعبنا سيجهض هذه المؤامرات من خلال التفافه حول القيادة في إطار الوحدة الوطنية وتحت عنوان التمسك بالثوابت الفلسطينية وأهمية بلورة موقف نضالي ثابت والتصدى لمثل هذه المشاريع التي تقوم بها حكومة حماس من تجيير الواقع الصعب لشعبنا وظروفهم الانسانية لمصالحها الحزبية الخاصة والتي تسعى لضمان استمرارها في حكم قطاع غزة من خلال التوصل وعقد تفاهمات مع الاحتلال الاسرائيلي .
اننا ننظر لما يجري بخطورة بالغة ولا بد من التدخل الفوري والعاجل لوضع حد وحسم الامر لصالح شعبنا وإرادته الثورية وأن حماس غير مخولة ولا تمتلك الحق بالتحدث او التفاوض باسم الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن نتائج مفاوضاتها مع دولة الاحتلال لن تلزم أحدا خصوصا أنها تضرب عرض الحائط بالثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية المعترف بها دوليا غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق