يا قدسُ قومي كبّري
علَّ الجُمودَ يفرُّ من كَهفِ الجُمود
ما عادَ في الآفاقِ مَن يُصغي لنَغمَتِهِ...
وما تابَ الحمامُ عَنِ الهَديلْ!
قُدساهُ قومي كَبِّري
علَّ النَّخيلَ يَتوبُ عَن صَمتٍ طَويلْ
يعلو ويجفو...
والرّياحُ تَجِنُّ مِن خطواتِ مَن مرّوا... وقالوا:
لن يموتَ الصوتُ فينا...
عائدونَ مع الحنين.
جيلاً فجيلاً يمتطونَ حَنينَهم،
والرّيحُ تذروا الرّملَ خَلفَ سنينِهِم،
والشّمسُ تَذبُلُ...
والقبائِلُ يمضَغونَ فَراغَهُم،
والرّملُ يَهرَمُ،
والرّياحُ تخافُ من شَبَحِ الرّحيل...
مَزِّق ظُنوني أيُّها الصَّوتُ... انطَلِق!
واجمَع منَ الطّرقاتِ آثاري الحزينة.
حَطِّم بزَحفِكَ كلَّ أشواكِ السلالاتِ العقيمَةِ...
واعتَنِق حِسّي،
وغامِر بي بَعيدًا عَن ممالِكِهِم،
فَكُلُّ ممالِكِ الخِصيانِ أسرارٌ وأعذارٌ وأحلامٌ سَجينَة...
حالِف جُنوني!
خابَ في زَمَنِ البَغايا كلُّ مَن لم يَجعَلِ الأيامَ تحبَلُ مِن قناعَتِهِ،
وَتُنجِبُ صَوتَ زَحفَتِهِ،
وتَحضُنُ نخوَةً معنى حنينِه.
مَزِّق سِتارَ العِفَّةِ الموهومِ،
حَطِّم صَمتَكَ المرجومِ،
أحرِق كُلَّ أشواكٍ تَغارَسَها القَبائِلُ في الطريقِ إليكَ...
أو فلتَنتَحِرْ!
لا تَنتَظِر!
واجِه مَصيرَكَ بالعَناقِ المُشتَعِل،
واصنَع مَصيرَكَ باليَقينِ المُكتَمِل،
وَدَعِ القَبائِلَ يَمضَغونَ عِجافَهُم...
في كلِّ يَومٍ يبتُرونَ أكُفَّهُم،
لتَظَلَّ كَفُّ البَغيِ قابِضَةً على أعناقِهِم،
وتَظَلَّ نَبضَتُهُم رَهينَة...
قُم وانتَفِض يا صوتَ نَهضَتِنا... اشتَعِل!
أجِّج مشاعِرنا بقُبلَةِ عاشِقٍ لترابِ مَن مَرّوا، وقالوا:
عائِدونَ مَعَ الحنين.
أجِّج نَوايانا بِنا...
لا تَبتَئِس...
وهجُ احتِراقِ قلوبِنا فجرُ الحَياة.
::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق