مقتطفات من كتاب الحَمْقى لابن الجوزي/ إعداد حسيب شحادة

Excerpts from Ibn Al-Jawziyy’s Fools’ Book

جامعة هلسنكي


الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ هـ/١٢٠٠م.، أخبار الحمقى والمغفّلين من الفقهاء والمفسّرين والرواة والمحدِّثين والشعراء والمتأدّبين والكتّاب والمعلّمين والتجّار والمتسبّبين وطوائف تتصل للغفلة بسبب متين. وضع حواشيه محمد عبد الكريم النمري، بيروت: منشورات محمد علي بيضون لنشر كُتب السنّة والجماعة، دار الكتب العلمية، ٢٠٠٠، ١٥٢ ص. 

روّاد مكتبة كَيْسا التابعه لجامعة ابنة البلطيق في مركز المدينة، يلاحظون أحيانًا أن إدارة المكتبة قرّرت لأسباب ما الاستغناء عن مجموعة معيّنة من الكتب. توضع هذا الكتب في مدخل المكتبة في الطابق الثاني على بضعة رفوف وبجانبها يُكتب بالبنط العريض ما معناه: ”من الممكن أن تأخذ/ي/ وا/ نَ“. بناية هذه المكتبة الجديدة نسبيًا تخدُِم طلاب كلية الآداب، التربية، القانون، اللاهوت والعلوم الاجتماعية. وفي أواخر العام ٢٠١٩ جذبت انتباهي هذه اليافطة والرفوف كانت عامرة بكم لا بأس به من الكتب بالعربية أيضا. بالإضافة لكتاب ابن الجوزي المثبت أعلاه انتقيت فأخذت مجموعة من الكتب القديمة والحديثة التي تبحث في مواضيع تهمّني، مستجيبًا بحبور وامتنان لإعلان اليافطة، عرض سخي كهذا لا يفشّل كما يقال في اللهجة الفلسطينية. من هذه الكتب أُشير هنا إلى: 

* أبو الفتح عثمان بن جنّي، اللُّمَع في العربية، تحقيق د. سميح أبو مُغلي، عمان: دار مجدلاوي للنشر، ١٩٨٨، ١٦١ ص.
* رودلف زلهايم، ترجمة رمضان عبد التواب، الأمثال العربية القديمة مع اعتناء خاص بكتاب الأمثال لأبي عُبيد، بيروت: دار الأمانة، ط. ١، ١٩٧١، ٢٦٨ص.

* محمد علي آذرشب، الأدب العربي في الأندلس، تاريخ ونصوص. طهران: سازمان مطالعه وتدوين كتب علوم انسانى دانشكاهها (سمت) ١٣٨٧، ١٩٨ ص.

* عمر أبو النصر، تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب وحروبهم مع الزناتي خليفة. بيروت: المكتبة الثقافية، ١٩٨١، ٢٠٠ ص.

* مها مظلوم خضر، ناهد السيد، شادية عبده إبراهيم (إعداد)، أبو حيّان التوحيدي ببليوجرافية مختارة. طبع بمناسبة الندوة التي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة (٩ تشرين أوّل ١٩٩٥ــ ١٢ تشرين أوّل ١٩٩٥)، القاهرة: مطبعة دار الكتب المصرية، ١٩٩٥، ١١٨ ص.

* حامد الشافعي دياب، الكتب والمكتبات في الأندلس، القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، ط. ١، ١٩٩٨، ١٦٠ص.

* عبد المجيد حسيب القيسي، الآثوريون، هوامش على تاريخ العراق الحديث. لندن : مركز الموسوعات العالمية، ط.١، ١٩٩٩، ٣٣١ ص.

* أحمد هناوي، جدلية التماثل والتفاعل في المسرح المغربي والمسرح المصري، الدار البيضاء: مطبعة عدالا، ط. ١، 
١٩٨١، ١٥٣ ص.

* القلقشندي في كتابه صبح الأعشى، أعلام العرب ١٢، عرض وتحليل بقلم الدكتور عبد اللطيف حمزه، القاهرة: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ١٩٦٢، ٣٠٢ ص.

* محمود تيمور، مشكلات اللغة العربية، القاهرة: مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز، د. ت.، ٣٠٦ ص.

* توفيق الحكيم، تحت المصباح الأخضر. القاهرة:  مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز، د. ت، ١٤٣ ص.

* محمد فريد أبو حديد، أبو الفوارس، عنترة بن شدّاد، ط. ٢٩، القاهرة: دار المعارف، د. ت.، ١٨٣ ص.

* الشيخ حمد بن ناصر بن معمّر، رسالة في الاجتهاد والتقليد، دراسات موضوعية (٣)،  تحقيق عوض بن محمد القرني، جدة: دار الأندلس الخضراء، ط. ١، ٢٠٠٠، ١٣٤ ص. 

* السفير عمرو هاشم، التطرف والإرهاب، دراسة اجتماعية نفسية سياسية. القاهرة: مكتبة مدبولي، ١٩٩١، ٦٢ ص.

* عبد الكريم بن إبراهيم الجيلي، مراتب الوجود وحقيقة كلّ موجود (سلسلة التصوف الإسلامي). جبلة: مجمع الروضة التجاري، سوريا، ٢٠٠٧، ٧٠ ص. 

ابن الجوزي مؤرخ وفقيه حنبلي ومتكلِّم ١١١٦-١٢٠٠م، ولد ومات في بغداد، تميّز بغزارة إنتاجه في التاريخ واللغة والفقه والتفسير والطب والحديث والمواعظ. من تلك المؤلفات: تلبيس إبليس في كشف فضائح الصوفية؛ زاد المسير في علم التفسير، ٤ أجزاء؛ صيد الخاطر في اللطائف والإشارات؛ الموضوعات من الأحاديث المرفوعات؛ دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه؛ تاريخ بيت المقدس؛ التذكرة في الوعظ؛ نواسخ القرآن؛ فنون الأفنان في عيون علوم القرآن؛ صفة الصفوة في أخبار الصحابة والتابعين ؛ رسالة في الحث على طلب العلم؛ كتاب ذم الهوى؛ لقط المنافع في الطبّ؛ الوفاء بأحوال المصطفى؛ أعمار الأعيان؛ كتاب الأذكياء؛ المنتظم في التاريخ؛ كتاب المدهش في الوعظ؛ أخبار الظراف والمتماجنين؛ بستان الواعظين ورياض السامعين؛ بحر الدموع؛ منهاج القاصدين.

أوصى ابن الجوزي أن يُكتب على قبره:

يا كثير العفو عمّن          كثر الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو         الصفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء           الضيف إحسان إليه

كتاب الجوزي مقسّم لأربعة وعشرين بابًا. لا علم لي بأبحاث تناولت لغة ابن الجوزي, وقد ارتأيت في هذه العُجالة أن أورد بعض الاستعمالات المعجمية التي جذبت ناظريّ عند قراءة الكتاب وفي بعضها، على الأقلّ، يختبىء استخدام عامّي على ما يظهر ففصحنه الكاتب. 

اللحيم الجبهة والوجه والعنق والرجلين، ص. ٢١؛ وإذا كانت العين كأنها ناتئة وسائر الجفن لاطىء فصاحبها أحمق، ص. ٢١؛ قال: أخرجوه أخرج الله نفسه، فدفع في قفاه، ص. ٢٣؛ ثم رأى الآخر فاستنطقه بقلب قوي ولسان جريء، ص. ٢٣؛ لا مال لك، والناس يرغبون في المال وأنا بها [كأنه فكر بالمصاري، الدراهم] مشغوف، ص. ٢٣؛ إن كان كما تقول فأعطني فردة بيضة من خصيتك تكون في يدي رهينة إن أوجعتني أوجعتك، ص. ٣٣؛ كم تشرب من النبيذ؟ قال: أكثر من رطلين شيء، ص. ٣٣؛ حدثني عكرمة عن ابن عباس (وكان وراءهم) أي بين أيديهم، ص. ٣٤؛ واجتاز يومًا بباب الجامع فقال، ص. ٣٦، ٥٣، ١٣٢، ١٣٦؛ عرفوا الحجاب إني حضرت في مهم، ص. ٤١؛ خير ما حدثت حادثة ولا معي رسالة ولا  جئت إلا في أمر يخصني ويخص الوزير ولم تصلح المفاوضة فيه إلا على خلوة، ص. ٤١؛ قلت: وأي شيء مقدار ثمن الجارية؟، ص. ٦٨؛ وبلغني أن الرشيد منحدر إلى البصرة، ص. ٧٨، ١٢٢؛ فقالت إنه رجل سوء فيحلف ويذهب حقي، ص. ٨٠؛ … أن شلنديتين، أعني مركبين قد صفقا من جانب البحر أي غرقا من شدة أمواجه، ص. ٨١؛ إيش تقولون في عبس؟، ص. ٨٦، ١٠١، ١٢٧، ١٣٩، ١٤٣، أنظر أيش أعمل بعده، ص. ١٢٥، وأيش تتعجب من هذا، ص. ١٣٢، أيش اليوم بمعنى أي يوم اليوم؟، ص. ١٣٣؛ سمعتم ابن الفاعلة يعرض أقوال النحويين على رجل يموت، ص. ٩٢؛ أي أسن أنت أم أخوك؟ ص. ١١٤؛ … فأصلي وأرجع إليها وأفتح الباب وأدخل، فيصحن بي النساء، ص. ١٢٢؛ قم لئلا تجيء ستي فتراك وليس معك شيء فتحرد علي لم أدخلتك، ص. ١٢٥؛ فخرج وجلس ينتظر أن تخاطبه من الطاقة ، ص. ١٢٥-١٢٦؛ فسكبت علية مرقة سكباج فصيرته فضيحة، ص. ١٢٦؛ فتبعته فإذا بالدار الأولى قد رمّها [أي أعاد بناءها] وجعل فيها أسبابًا، ص، ١٢٦؛ واشتريت عقارًا بعشرة آلاف وأمري يمشي، ص. ١٢٦؛ ما وضعت بيني وبين الأرض مطية أوطأ منها حاشا السمع، ص. ١٢٦؛ قد قعدت مثل القرقة [حاضنة البيض] عليه، ص. ١٢٧؛ لا تضيق صدرك تعالى استق من عندنا وتوضأ، ص. ١٢٧؛ فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر، ص. ١٢٩؛ حكى أقضى القضاة الماوردي، ص. ١٣٢؛ فدخل علينا شيخ قد ناهز الثمانين - أو جاوزها، ص. ١٣٢؛ هل لك أن أزوجك جارية فيجيئك منها ابن؟، ص. ١٣٢؛ كم بينكم وبين موضع كذا؟ قال: ثلاثة أميال ذاهب وميلين جائي، ص. ١٣٣؛ رئي أعمى في الطريق ويقول: يا منشىء السحاب بلا مثال، ص. ١٣٥؛ قال والله لا أدري اسمه، ص. ١٣٥؛ دخل رجل إلى المستراح (أي المرحاض)، ص. ١٣٥؛ فرأيت على رجل لحية لم أر أكبر منها، ص. ١٣٩، وعليه لحية طويلة، ص. ١٤٤، فإذا عليه لحية قد أخذت لسرته طولًا ولآباطه عرضًا، ص. ١٤٤؛ كان لرجل على رجل أربعة دراهم، ص. ١٤١؛ لا تذهب إلا وهي معك، ص. ١٤١؛ اللهم ألبسنا العافية، ص. ١٤١؛ اذهب إلى البيت هات شمعة، ص. ١٤٢؛ فقال يا سيدي أنا لا أجسر أذهب وحدي في هذا الوقت، ص. ١٤٢؛ قال يا مولاي لأي شيء تريد النار؟ ص. ١٤٢؛ قيل لبعضهم كُلْ، قال: ما بي آكل، لأني أكلت قليل أرز فأكثرت منه، ص. ١٤٣؛ أخرج وانظر هل السماء مصحية أو مغيمة، ص. ١٤٣؛ فخاصم امرأته وترقى الشر بينهما إلى أن أخذ عمود الهاون ودق به رأسها فماتت، ص. ١٤٣؛ فأخذ سكينًا فشق بها بطنه، فأدركته حلاوة الحياة، ص. ١٤٣؛ واندقت عظامه، ص. ١٤٣؛ وجعلت السنور تصيح قليلًا قليلًا، فقلت له: فهي تفهم عنك ما تخاطبها به؟، ص. ١٤٤؛  وكان يومًا صائفًا شديد الحر، ص. ١٤٤؛ فقال شووا لي خاسرة وأكلت، (يعني خاثرة)، ص. ١٤٤؛ أتدرون لأي شيء كثر مالي؟، ص. ١٤٥؛ ذاهبًا وجائيًا في شدة البرد والحر، ص. ١٤٥؛ والمطر يأتي سيلًا، ص. ١٤٧؛ كنا عند المعتصم، فعرضت عليه جارية، فقال: كيف ترونها؟، ص. ١٤٧؛ وخرجت الجنازة، ص. ١٤٨؛ فقلت له: ليس للبقر الية، فقال: حدث بهذا غيري ولا تستهبلني، فطالعت له غيرها فأعجبته ورضي بها، ص. ١٤٩.

في ما يلي مجموعة من المقتطفات التي اخترتها من كتاب الجوزي، ولكل قارىء ذائقته الخاصّة به، والحقّ يقال إن أخبار هذه الزمرة من أولائك البشر قد تبدو ساذجة وغير جذّابة بالنسبة لذوق الإنسان المعاصر. يستهل ابن الجوزي كتابه هذا بتعريف ”الحماقة“ عند ابن الأعرابي ويقول ”الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، فكأنه كاسد العقل والرأي، فلا يشار ولا يلتفت إليه في أمر حرب، وقال أبو بكر المكارم: إنما سميت البقلة الحمقاء، لأنها تنبت في سبيل الماء وطريق الإبل. قال ابن الأعرابي: وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته“، ص. ١٥.

* وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلًا فلا تصدق. ص. ١٦.
* وأما الحمق فإنه غريزة، ص. ١٧.
* وعلاجُ الأبدان أيسرُ خَطْبًا         حين تُعتلّ من علاج العُقولِ، ص. ١٧.
* من أسماء الأحمق: الرقيع، المائق، الأزبق، الهجهاجة، المِلغ، المسلوس، المأفوك، الأعفك، الخوعم، الباحر، الأنوك، الهبنقع، الجعبس، الهتور، عياياء، طباقاء، ص. ٢٠.
* ومن العلامات التي لا تخطىء طول اللحية فإن صاحبها لا يخلو من الحمق. ص. ٢٢.
* قال بعض الحكماء: الحمق سماد اللحية. ص. ٢٢.
* يُعرف الأحمق بست خصال؛ الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من غير منفعة، والثقة بكل أحد، وإفشاء السر، وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم ما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس، ص. ٢٦.
*وما جالست أحمقاً (هكذا في الأصل!) إلا وجدت النقص في عقلي. ص. ٢٧.
* قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكّروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلّموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه. ص. ٢٧.
*عن الأعمش أنه قال: معاتبة الأحمق نفخ في تليسة  (وعاء يسوّى من الخوص شبه قفعة، وهي شبه العيبة التي تكون عند العصّارين)، ص. ٢٨.
* تقول العرب: أحمق من هبنقة، ص. ٢٩.
*وبلغنا أن بعض العرب خطب في عمل وليه فقال في خطبته: إن الله خلق السموات والأرض في ستة أشهر، فقيل له في ستة أيام، فقال: والله أردت أن أقولها ولكن استقللتها، ص. ٧٣.
* صعد بعض الولاة المنبر فخطب فقال: إن أكرمتموني أكرمتكم وإن أهنتموني ليكونن أهون علي من ضرطتي هذه، وضرط ضرطة، ص. ٧٦.
* وقال بعضهم:  رأيت مؤذنًا يؤذن ثم عدا، فقلت إلى أين؟ فقال: أحب أن أعرف إلى أين يبلغ صوتي. ص. ٨٤.
* وعن المدائني قال: قرأ إمام ولا الظالين بالظاء المعجمة، فرفسه رجل من خلفه، فقال الإمام: آه ضهري، فقال له الرجل: يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في الظالين وأنت في عافية، وكان الراد عليه طويل اللحية، ص. ٨٥.
* وعض ثعلب أعرابيًا فأتى راقيًا، فقال الراقي: ما عضك؟ فقال كلب، واستحى أن يقول ثعلب، فلما ابتدأ بالرقية، قال: واخلط بها شيئًا من رقية الثعالب، ص. ٨٩.
* وكان أعرابي يقول: اللهم اغفر لي وحدي، فقيل له لو عممت بدعائك فإن الله واسع المغفرة، فقال: أكره أن أثقل على ربي، ص. ٨٩. 
* وعن ميمون بن هارون (ت.١٩٧ هـ/ ٨١٢م.) قال: قال رجل لصديق له: ما فعل فلان بحمارِهِ؟ قال (باعِهِ) ، قال: قل (باعَهُ) قال فلم قلت بحمارِهِ؟ قال الباء تجر، قال فمن جعل باءك تجر وبائي ترفع. ص. ٩٣.
* ولقي رجلًا من أهل الأدب وأراد أن يسأله عن أخيه، وخاف أن يلحن فقال: أخاك أخوك أخيك ها هنا؟ فقال الرجل لا، لي، لو، ما هو حضر، ص. ٩٣.
* وقد تكلّم قوم من النحويين بالإعراب مع العوام فكان ذلك من جنس التغفيل وإن كان صوابًا لأنه لا ينبغي أن يكلم كل قوم إلا بما يفهمون، ص. ٩٤.
* قال الجاحظ: قلت لبعض المعلمين ما لي لا أرى لك عصا؟ قال لا أحتاج إليها، إنما أقول لمن يرفع صوته أمه زانية فيرفعون أصواتهم، وهذا أبلغ من العصاة (هكذا في الأصل) وأسلم، ص. ١٠٩.
* ضرب معلم غلامًا، فقيل: لم تضربه؟ فقال: إنما أضربه قبل أن يذنب لئلا يذنب، ص. ١٠٩.
* قال الجاحظ: من أعجب ما رأيت معلمًا بالكوفة وهو شيخ جالس ناحية من الصبيان يبكي، فقلت له يا عم مم تبكي! قال سرق الصبيان خبزي، ص. ١١٠.
* قال: وسأل أبو نواس أحد الوراقين الذين كانوا يكتبون في حانوت أبي داود: أي أسن أنت أم أخوك؟ قال إذا جاء رمضان استوينا، ص. ١١٤.
* عن محمد الداري قال: كان عندنا رجل بدارا وكان فيه غفلة، فخرج من دارا ومعه عشرة أحْمُرٍ، فركب واحدًا وعدها، فإذا هي تسعة، فنزل وعدها فإذا هي عشرة، فلا زال كذلك مرارًا، فقال أنا أمشي وأربح حمارًا خير من أن أركب ويذهب مني حمار، فرأيته يمشي حتى كاد يتلف إلى أن بلغ قريته، ص. ١١٨.
* وذكر ابن حبيب (ت. ٢٤٥ هـ/٨٥٩م.) أن أخًا لعثمان بن سعيد سقط في البئر، فقال أخوه: أنت في البئر؟ قال أما تراني! قال: لا تذهب حتى أجيئك بمن يخرجك، ص. ١٢١.
* وقال : أخبرني بعض أصحابنا، قال: أراد ناجية الخروج إلى بغداد، فوضع سلمًا وجعل يصعد وينزل، فقيل له ما تصنع؟ قال أتعلم السفر، ص. ١٢١.
* قال وكان الطالقاني: يسأل فيقال له: ما تقول في فأرة ميتة مشت على شيء هل ينجس؟ فيقول: لا، ص. ١٢٣.
* قيل: إن رجلًا من (السندية) وهي على ستة فراسخ من بغداد، جاز بدجاج ليبيعه قريبًا من دجلة ببغداد، فأفلتت دجاجة، فطلبها فلم تقع بيده. فقال لها: اذهبي إلى القرية حتى أبيع الباقي، ثم جاء وباع البواقي ورجع إلى القرية وجعل يتفقد الدجاجة فلم يرها، فقال لزوجته: أين الدجاجة الرقطاء! فقالت: لا أدري، فقال: تركتها من بغداد لترجع إليكم فما جاءت، ص،. ١٢٣. 
* ضاع لرجل ولد، فجاؤوا بالنوائح ولطموا عليه، وبقوا على ذلك أيامًا، فصعد أبوه يومًا الغرفة فرآه جالسًا في زاوية من زواياها، فقال: يا بني أنت بالحياة، أما ترى ما نحن فيه؟ قال: قد علمت، ولكن ها هنا بيض قد قعدت مثل القرقة عليه، ما يمكنني أن أبرح، أريد فريخات، أنا أحبهم، فاطلع أبوه إلى أهله فقال: قد وجدت ابني حيًا ولكن لا تقطعوا اللطم عليه، ألطموا كما كنتم، ص. ١٢٧.
* مرض بعض المغفلين فدخل عليه (في الأصل: عيه) طبيب فسأله عن حاله، فقال: قد اشتهيت الثلج، فقال: الثلج يزيد في رطويتك فينقص من قوتك، فقال: أنا أمصه وأرمي تفله، ص. ١٢٨.
* أجريت خيل فطلع منها فرس سابق، فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر، فقال له رجل إلى جانبه: أهذا الفرس لك؟ قال لا ولكن اللجام لي، ص. ١٢٩.
* دخل بعض  المغفلين حمامًا وقد بخر، فظن غبارًا فقال للقيّم: كم قلت لك لا تغبر يوم أدخل الحمام، ص. ١٣٠.
* قال أبو العيناء: كنت بحمص فمات لجار لي بنت، فقيل له: كم لها؟ قال: ما أدري، ولكنها ولدت أيام البراغيث، ص. ١٣٠.
* قيل لمغفل: قد سرق حمارك، فقال: الحمد لله الذي ما كنت عليه، ص. ١٣٠.
* نظر رجل في الجب فرأى وجهه فعاد إلى أمه فقال: في الجب لص، فجاءت الأم فاطلعت فقالت: أي والله ومعه فاجرة، ص. ١٣٠.
* اشترى بعض المغفلين نصف دار فقال يومًا: قد عزمت على بيع نصف الدار الذي لي واشتري بثمنه النصف الآخر حتى تصير الدار كلها لي، ص. ١٣٢.
* وقيل لبعض أهل الموصل: كم بينكم وبين موضع كذا؟ قال: ثلاثة أميال ذاهب وميلين جائي، ص. ١٣٣.
* قال عبد الله بن محمد: قلت لرجل مرة كم في هذا الشهر من يوم؟ فنظر إلي (في الأصل: إلى) وقال: لست أنا والله من هذا البلد، ص. ١٣٣.
* قال بعض الناس لمملوكه: أخرج وانظر هل السماء مصحية أو مغيمة، فخرج ثم عاد فقال: والله ما تركني المطر أنظر هل هي مغيمة أم لا، ص. ١٤٣.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق