ثلاثون شمعة وثلاثون دمعة تنير فضاءات القدس/ إسراء عبوشي



تسطع مع ابتداء الغروب، تبدد العتمة، ثلاثون زهرة في جذب الدروب، ثلاثون لحظة باقية تجفف الحزن على شرفات العيون المشرعة للنصر.
ثلاثون عاما عمر الندوة، وسبعة آلاف عام عمر القدس بين ميلاد وموت، رحلة سماوية تحرس دماء الشهداء.
في عيون الندوة نظرة حانية تجوب مسالك المستحيل، وترسم الغد بحروف من نور، وثلاثون سربا من الطيور تحلق فوق قباب الطهر، وتكسر حصار الكلمة وتتوج المفردات برزانة النقد ، وتعالج بمشرط جراح الحكايات، يجتمع الرواد قامات باسقة تضيف للمدينة معلم آخر، معلم شموخ وعز ،وتبني غد ثقافي منير.
ليس غريبا أن تولد الندوة في آذار، ويحل الربيع في آذار ،وتكون أطول سلسة للقراءة حول أسوار القدس في آذار، آذار عرس المدينة ، والندوة باكورة آذار.
غرست الندوة لا الزهور بل ثوابت الفلسطيني المقدسي بثقافته المتميزة المثقف والأديب، الذي حضن ثقافة وأدب كل فلسطين، وفتح أبواب ندوته لمدى فسيح من الإبداع ، لتصبح الندوة قلب الحركة الأدبية النابض، ويجري دمها في فكر كل متعطش لمنابع الأدب والثقافة.
تمنيت أن أكون حاضرة بين رواد الندوة واقدم باقة من الورد تعكس كم زهرة تفتحت في قلبي على يد روادها، ذهبت لأقدم تصريح دخول للقدس، لاكتشف أنني المحاصرة وليست القدس، فما الحياة دون القدس إلا سجن كبير ، وما الهواء الذي استنشقه بلا رياض القدس إلا اختناق بطيء، لتستمر الندوة لأجلنا لأجل من أغلقت دونهم الأسوار ، لنرى في حلقتهم الدائرية هلال أمانينا المقدسة، وليكتمل نور السماء وليبدأ آذار ويبدأ النهار من غسق كلً خميس، وليبدأ الأسبوع من آخر أيامه.

كل عام وروَّاد ندوة اليوم السابع بألف خير





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق