ابو جميلة/ روميو عويس

بداية اود ان انوه بانني بكتابة ذكريات طفولتي لا اقصد الاساءة الى اي من اهلي في بلدتي فانا احبهم جميعا واكتب عنهم بدافع المحبة والذكرى وليس النقد السلبي ، اكتب عن ابناء بلدتي لان طفولتي ومطلع شبابي كانا بينهم انا الذي تركت لبنان تقريبا من المدرسة الى استراليا منذ ما يزيد على 51 عاما ويلاحظ القارئ ان معظم الذين اكتب عنهم قد سبقونا الى دنيا الخلود رحم الله جميعهم لان هجرتي قديمة.
اكتب اليوم عن "ابو جميلة" المرحوم زوج عمتي مرعي البايع، وكنت قد كتبت عن المرحومين، عمي المختار حليم عويس والناطور ديب سيسوق والمرحومة تقلا البايع وسواهم وسوف اكتب المزيد من ذكرياتي التي سيتضمنها ديواني القادم ان شاء الله.
مرعي البايع رحمه الله اخذ عن والدته الروح الحلوة المرحة واسلوبه في طرح النكات ومعالجة القضايا باسلوب مَرِح ، كان في وسط بستانه شجرة ليمون يوسفي اي "ماندارين"
لاحظ انها تّنهَب بشكل يومي حتى قبل ان تنضج ، وبما ان الليمون موسما شتويا عمد الى مراقبة خطى المعتدي فتبين له ان القادم من جهة منزل شقيقه بطرس الذي يقع في البستان القريب من بستانه فأخذ مقاس الدعسة المطبوعة في الوحول بقصبة وعاد الى باحة منزله.
نادى احد ابناء شقيقه بطرس طالبا منه احضار جميع اخوته لان الاعياد قريبة "الميلاد ورأس السنة" وهو سيقصد طرابلس وقرر ان يبتاع لكل منهم حذاء كهدية للاعياد فهرع ونادى الاشقاء ناقلا لهم الخبر السار وخضع الجميع لعملية اخذ مقاس الارجل ليجلب لهم احذية على المقاس الصحيح وكان في كل مرة يقارن بين المقاس الجديد والمقاس الذي اخذه من البستان الى ان وصل الى المعتدي على شجرة "الماندارين" وحاكمه على طريقته.

1
مرعي شاف انْمَدِّت أيد
عا طعم " الافنديّه"
والسارق عادا من جديد
من دعساتو الطريّه
من ولاد خيّو بالتأكيد
الجريمه مش مخفيّه
2
نادى الكل بلا تحديد
وتظاهر بالحنيّه
وقلُّن بكرا جايي العيد
و هالمَرّه ندر عليي
لَبّسكُن عا حسابي جديد
من سوق الكندرجيّه
3
لكن قَبل البيع بريد
قياس جرَيكُن.. ما فيي
هَيدا ينقَص هيدا يزيد
بدّي الشَّده العيديّه
الحلوة ومودالا فَريد
تظبط ميّه بالميّه
4
وجاب الخَيط وصار يقيس
وبسمه بوجّو مهضومه
لغنطوس وحنا وسركيس
وباقي العيله الموهومه
حتى الحرامي التعيس
علق بإيد الحكومه !..
5
الله يلعن بَي بليس
من هالخطّه المرسومه
وتا يكون لغَيرو تدريس
متيله كبيره ومعلومه
وتا حكم القاضي ما يخيس
إكل القتله.. مَفهومه
بقشاطو والتاسومه
6
وقلو: يا ابن خَيي
ان كان السرقه بتعيد
وبتزور " الافنديّه"
الك في عندي مواعيد
باكبر من هيك هديّه
تلبق للحراميه
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق