الزوجة الثانية/ عبدالقادر رالة

    نظر أخاها الى الأدوية الموضوعة فوق الطاولة . استغرب ، الأكيد هناك خطأ ! أثارت الأدوية هواجسه ، وبعد أن أنهى تناول الشاي سأل أخته عن حالها وعن الوصفة الطبية ؟
    قالت بأنها تتناول الدواء الذي وصفه الطبيب لها . والطبيب هو الذّي وجهها اليه ، ومدحه كثيرا ، وقال بأنه طبيب بارع ومتمكن وهي تواظب على أخذ أدويته!
    قال : ـــ  يا أختي أنا لا أفهم في الطب لكني متأكد أن الأدوية لا تصلح لحالتك!
   واتفقا على أن يزورا الطبيب في الغد .
   وعلى الساعة التاسعة في اليوم التالي ذهبوا الى الطبيب هي وزوجها وأخوها .
   قال الطبيب بأنه سألها إذ كان لها أولاد فأجابت بالإيجاب فوصف لها الدواء المناسب..
   تفرّس فيها أخوها فأخته دخل بها زوجها عذراء! وزوجها حاضر يسمع، وقد اسود وجهه، وانتفخت أوداجه ..
  وسألها زوجها  فقالت : ـ نعم . سألني الطيب ..
ــ وماذا كان جوابك ؟
ــ قلت لي بنت ...
ــ لك بنت!
ــ نعم ... سمية... أليست ابنتي ؟ ... أنا أعتبرها بنتي وليست ربيبة ...
ـ آه فهمت . تنهد الطبيب ثم أضاف : ــ  أنا لم أدقق في السؤال جيدا ... لكن لا بأس سأدون لك دواء أخر ..فأنت لا أولاد لك ! أنا قصدت ولدا من صلبك وليس من زوجك ...
 قالت بهدوء : ــ أنا ما اعتبرت سمية يوما ربيبة وإنما ابنة ... 
  في طريق العودة تذكر الزوج زوجته الأولى مريم  التي توفيت بسرطان الثدي وقد بكاها لشهور وحزن لأجلها حزناً شدّيدا ...
 توفت ْ وسمية تبلغ من العمر أشهر قليلة .
 فقد مريم الحبيبة الأولى لكن الله عوضه بزوجة تعتبر سمية ابنة وليس ربيبة ، ما أعظمها من زوجة !...
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق