النادلُ والبدر/ د. عدنان الظاهر

في الشُرفةِ لو مدَّ النادلُ كفّا
يحملُ للقاصي والداني بُشرى
أنْ هاتوا أقواسا
وأقيموا لمليكة عرشِ الهُدْهدِ من ماسٍ نُصْبا
أنْ ترفعَ من نورٍ قنديلا
يتسربُ من شقِّ التوقِ الطاغي أُفْقا
يتتبعُ مَهبِطَ ممشاها 
في الأوجِ العالي بُرْجا
يُسمعها غَزْلاً مغزولاً عُذريّا
ويُريها سرّاً مخفيّا
شيطانُ طبيعتها أقوى
صمتاً أو نجوى
ما حانَ وما جفَّ وما يبلى
صيّرتُ هواها من ليفٍ حبْلا
تحملهُ أنّى شاءتْ قصداً أو سهوا
اللونُ الأسودُ يأباها
يصفقُ أبوابَ السهرةِ في مرآةِ النجمةِ فجرا
يهواها مَنْ يهوى 
الكأسُ عُصارةُ أحداقِ الخمرةِ في حوضِ الرمّانِ
شبّتْ لو فارَ وطاشا
تملؤهُ نصْفاً ـ نِصْفا
يكفيها كي تبقى وسنى ـ  يقظى
حتّى تمتدَّ الليلةُ أطوارا
تسألُ عمّنْ غابَ ومنْ أعرضَ أو أغضى
ما زالَ البدرُ مُقيما
ترفعهُ كأساً مخطوفا
نجماً يسّاقطُ أقداحا
تفتحُ قِرْطاساً أو طِرْسا
أسألُها لا تُصغي
 لا تفهمُ بؤسَ الحالةِ في يومِ النحسِ
ما كانتْ شمعةَ قُدّاسِ العُرسِ
كانتْ شَبَحاً في ثوبِ النجمِ القطبيِّ المُحتارِ 
شَدْواً في سُلّمِ تخْتِ الوقتِ 
موجاً يتدافعُ ضرْبا
شَفَقاً أحمرَ ورديّا
يتضوّعُ نفحَ الطيبة في الطيبِ
صوتاً كاللولبِ صِرْفا
عَرَباتٍ للشمسِ تشقُّ طريقا
لخيولٍ تتقافزُ أعرافا
تتبارى أشلاءَ
من ذا يرقى أو يهوي
حتّى لُجِّ الموجِ الناري
يتعاكسُ أضدادا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق