كاتب وتلميذ/ عبدالقادر رالة

   كان كاتبا كبيرا وروائيا مميزا...
   وهو من الكتاب المرموقين وطنيا وعربيا ،وتعرفت عليه منذ مدة طويلة  وعهدي به متفائلا دائما ، كلما أزور العاصمة أذهب اليه نقرأ قليلا ، نتناقش اقل لكن نثرثر كثيرا في السياسة وكرة القدم والسينما!
    كان يقهقه بصوت عالٍ لما أعبر له عن  أمنيتي  في أن أصنع معه  صنيع أنيس منصور مع العقاد في كتابه في صالون العقاد كانت لنا أيام ، أو كما فعل سعيد العريان في كتاب حياة الرافعي ، أو  جمال ألغيطاني مع نجيب محفوظ...
   ـ وهل أنا مثل العقاد أو محفوظ ؟ أتسخر مني ؟ ... حتى ولو كنت  أنا  كما تقول فهل لك أنت القدرة أن تكتب تحفة فنية مثل كتاب الرافعي أو في صالون العقاد؟
   وأنت لم تصاحبني  طويلا ً وأنا ليس لدي الوقت ...وفي بلدنا هذا للأسف ليس  لدينا تقاليد المعلم والتلميذ بيننا نحن معشر الكتاب!  ألا تقرأ في الصحف والملاحق الثقافية دعوة الشبان مثلك الى قتل الأب أدبيا ، أي قتلنا نحن العجائز!
وكأن الواحد منا يولد أديبا ، فأنا أيضا كنت شابا وتتلمذت على ديب وابن هدوقة ورضا حوحو ووطار ، تتلمذت عليهم شخصيا او على كتبهم وابداعهم...
 ورغم ذلك أشكرك وأثمن رغبتك ، ولتبحث عن حياتي في كتبي ولتحاور أبطال رواياتي!  
   أنت تسكن في مدينة  صغيرة نائية وعلاقتك بها لم تنقطع أما أنا رغم أن مسقط رأسي في مدينة ربما أصغر من مدينتك لكن تخليت عنها فقد أغوتني العاصمة  التي لا تزورها أنت إلا بين الحين والأخر لتراني أو تزور معرض الكتاب !
    فإن لم تفهم الجزائر العاصمة لن تستطيع أن تفهمني أكثر وتتقرب من نصوصي أحسن!
 وكل مرة أقول له فيها بصوت هادئ :  ـ  أنت تكتب بأسلوب رائع !
 يغمض عينيه كأنه يفكر ثم يقول مبتسما :  ـ أنت لم تفهمني ولن تفهمني .... حسنا ... انتظر حتى أموت لكي تكون لشهادتك قيمة!...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق