كان حنا بطرس البايع ابن عمتي منتهى الذي توفاه الله في غربته في استراليا اواخر العام 2019 يكبرني قرابة العشر سنوات وكان رحمه الله مقربا مني منذ نعومة اظافري حتى مماته وبفضله كانت هجرتي الى استراليا بعد عام على وجوده فيها، اما حنا فكان فتى شقيا مشاغبا وكما يقال عنتر زمانه في البلدة اما انا فكنت ارى فيه بطلا لا يقهر وكنت تقريبا في السادسة من عمري عندما اختارني لان اكون زلمته الخاص، وكان في ذلك الزمن يزورنا زعماء ومشايخ واغوات ولكل منهم ازلامه وكان اهالي القرى يعاملون زلمة الشيخ باحترام وهيبة وخشية في آن.
فراقت لي الفكرة وقبلت العرض دون مراجعة احد فقصد حنا مدينة طرابلس وابتاع لي خيزرانة لها دبوس اسود من رأسها وشراريب ملونة من الجهة الاخرى وقلنوسة من الصوف تعلوها ما يشبه الطابة من الصوف وكانت باللونين الابيض والازرق وسلّمني العدة قائلا: من الان وصاعدا انت زلمتي فانا الى جانبك على الدوام فلبست القبعة وحملت السلاح والى جانب الشيخ حنا تنقلت على طرقات الضيعة معتزا شامخا وكان شهر ايار اي الشهر المريمي حيث تقام صلاة مسائية في كنيسة البلدة طوال الشهر الفضيل وكان الاهالي عادة يتجمعون قبل موعد الصلاة في باحة الكنيسة، الرجال الى جهة والصبايا الى جهة اخرى وقد تكون احداهن قد رفضت طلبا ما لحنا فأشار اليها قائلا: اذهب واضربها بالخيزرانة على مؤخرتها واهرب ففعلت دون اي تردد ولم اكن لاعلم ان ضرب الخيزرانة موجعا الى ان ذقته لاحقا من والدي جزاء لفعلتي الشنيعة ، صرخت الصبية باعلى صوتها وحصلت ضجة كبرى بسبب العمل المشين فتواريت فارا من وجه العدالة حتى المساء وفي البيت كان والدي بانتظاري وبوشر التحقيق بالجريمة، من دفعني لفعل ذلك؟ من اين جئت بالخيزرانة؟ واين هي الان وبنتيجة الاستجواب حصل المحقق العدلي على ملابسات الجريمة كاملة وصادر سلاحي الذي لقنني به درسا لن انساه ووعدني بحساب اكبر وبنفس الخيزرانة ان فعلت اية خطيئة ما بعد اليوم محذرا من السير على خطى حنا، بعد سنوات قليلة سافر حنا مع مجموعة من شباب البلدة الى الكويت لكن حنا المعتاد على المشاكل فقضى في المخافر اياما اكتر من خارجها الى ان عاد الى لبنان كما ذهب، وبقي الى اواخر ستينات القرن الماضي و هاجر الى استراليا وتخلى عن سلوكه السابقة وبقي مقربا مني يزورني يوميا ونسترجع الماضي الجميل الى ان غيبه القدر اثر التهاب رئوي لم يمهله اسابيع، رحمات الله عليك نسيبي وصديقي الغالي.
1
آه يا هالعمر.. لو فيني!!
رَجِّع لعمر الولدنه سنيني
العب وامرَح مع ولاد الجار
وغير اللعب ما كان يلهيني
2
بنقَيفة المغَّيط كنا زغار
نتصَيَّد عصافير بالتينه
وعصفور واحد..
لو اصطدنا نهار
نعَلّقو عا خصرنا زينه
ونشكل النّقَيفه على الزنار
متل الكإنا سلاح مرتيني
3
وللنبع يبقى ابعد المشوار
قبل السفر إمّي توَصّيني:
لا تقرب من النهر والمهوار
وتسأل القديسين تحميني
4
وبنص شهر المريمي بأيّار
حب "حـنا " شغل يعطيني:
ولا تخاف مهما زادت الاخطار
حدَّك انا الواجب يبدعيني
لا تخاف انت الفارس المغوار
بكرا المسا يا رفيق لاقيني
5
وقبل الصلا وكنو الصبايا كتار
وناطر عا نار الشيخ يهديني
سلاحي واتزلم متل لكبار
وشو ما عملت شيخي بيغَطّيني
6
وبخيزرانه لَطعتا من نار
صار عا حلوه يدَلّيني!
وقلّي قصدها وعا قفاها نقار
ومتل الغزال هروب عالهينه
7
البنت صَرخِت.. ول ضربها طار
عا الهَرَب ياجْرَين عينيني
والبلبله زادِت وصار الفار
يرجف قَصَب من خَلف تصوينه
8
ضَرب الصبيّه عا قفاها عار
عَمله شنيعه.. المشكله تخينه
شو هالمصيبه الما لها دبّار
ما في حدا من الجرم يعفيني
9
باول العتمه رجعت عالدار
غير بيتي ما بيئويني
وبيي بهاك الخيزرانه صار
عا قفايي بنار يكويني
وحَذَّر اذا بمشي مع الاشرار
بهالخَيزرانه رَح يرَبّيني
روميو عويس - سيدني استراليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق