حتى ولو كان صغيرا ً ، ضيقاً ، طلاء جدرانه غير متناسق وفوضوياً فلا مكان كالبيت !
لدى الصحبة التي أحتاجها هنا ، الزوجة ، ولدين صغيرين وبضعة كُتب .فلماذا أحزن وأفكر دائما في المقهى وثرثرة أصدقائي المملة ؟
وكم صرتُ استمتع بصراخ زوجتي وهي غاضبة : ــــ لن أكلمك مجددا ...وكان في قلب ولدي الفضولي بعض الأسئلة ، فأجيب عنها الآن بحماس ،وأحيانا أخرى بفتور ...
أما ابنتي الصغيرة فهي لا تقترب مني إلا لما أكون منشغلاً برواياتي المتراكمة في الخزانة الخشبية القديمة ، وكانت تستمتع كثيرا بحمل كتاب الحرب والسلام ذو الصفحات الكثيرة ...
تُقلب صفحاته بفضول ، تنظر الى حروفه المتراصة ، بدون أن تفهم شيئا أو تفقه سر تعلقي بهذه الكتلة من الورق التي نسميها كتاباً ، وهي لا تدرك أيضا أن تلك الحروف المصطفة تُرهق والدها بدل أن تمتعه ، فالحرب والسلام رواية مرهقة!...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق