ذكريات الطفولة/ روميو عويس

من ذكريات الطفولة اذكر اليوم المرحوم طنوس سعد هدلا الذي كان طويل القامة نحيلها ومن القلائل في بلدتي يلبس الافرنجي اي" بنطلون " اذ ان الشروال العربي كان لباس معظم رجال قريتي وكان يعتمر طربوشا احمر اللون وكان اكثر الرجال تغطي رؤوسهم اللبادة او الطاقية ولا اعلم اذا كان الطربوش لابناء العائلات الميسورة ام لتمييز طبقي، اما مهنة "ابو سعد" فكانت السكافة اي صنع الاحذية وكان مشهورا بصناعة البوط المتين وكانوا يسمونه "لستيك" لا اعلم من اين اتت تلك التسمية واللستيك او البوط نسميه اليوم "رنجر" ولمتانة شغله كان معظم زبائنه من قرى الجبل حيث طبيعة الارض الوعرة و الطرقات ليست معبدة و طبيعة اعمالهم القاسيه تتطلب احذية متينة ولا ابالغ ان قلت بان لستيك ابو سعد كان يزن ما يزيد على الكيلوغرام الواحد، وكانت بلدتي من بين القرى التي لم تعرف طرقاتها الاسفلت بعد، اما مشغل ابو سعد فكان مجهزا بماكينة لدرز الجلد بعد ان يفصّله على المقاس خلافا لغيره من اصحاب نفس المهنة عندنا الذين كانوا يقصدون مدينة طرابلس لدرز جلود الاحزية اما والدي رحمه الله كان يرغبنا بحذاء شغل ابو سعد لانه متين وضيان وجميل ، والضيان كان بالنسبة لوالدي اهم ما في الموضوع وغالبا ما كان لدى ابو سعد فضلات من الجلد بالامكان وصلها لصناعة حذائي ويوفر على والدي بكلفة الحذاء وتكون تلك الفضلات من البني و الاسود فيكون الحذاء بلونين ويقول لي رحمه الله ساصنع لك لستيك بلونين وكنت افرح لذلك وكان لشدة فرحتي به يبات الى جانب فراشي قبل الاستعمال، والحقيقة تقال ان ذلك الحذاء بالرغم من وعورة الطرقات ورفس الحجارة والحصى كان يضيق على ارجلنا قبل ان ينتهي عمره رحم الله ابو سعد ورحم والدي وتلك الايام الجميلة.

1
عا العيد مَعروفه.. إلي شَدّه
وبَدله من السّوق وفَرد فَلّين
ونص ليره نكل من جدّي!..
وتياب خَرج العيد منجابين
2
للبَي؟ ما في قََـول: ما بـدّي
الطاعه صِفَه لولاد مرضيين
وبيي اللي بدّو عملتو تْقَدّي
الليرات للاعـيـاد مَعدودين
3
خَيي وانا.. للعـيـد من مـدّه
بتيابنا والعاب مَـوعـوديـن
والحلو الطَيِّب ناطره المعده
وامّي واختي بـدُّن فسـاتين
4
والفقر وَقـتا عالبشَـر شِـدّه
واللي في عندو عيال الله يعين
وجوه الاهل عالعَوز مسوَدّه
ورغم الفقر والعوز قنعانين
5
بمشغل بو سَعد مْجَهّز العدّه
عالعيد حَشرة شغل منتظرين
لشَدّه جديده ان كنت جَدّي؟
بدَّك توَصّي باول تـشاريـن
6
وخيي وانا عا ذات لمْخَدّه
ليلة العـيـد نـبات قلقانين!..
وبكّير نـوعى وكلّنا موَدّه
لاهلنا.. ولتيابنا الحلويـن
7
البس وامشي ما حدا قَدّي
تياب العليي جداد مكويين
ومتل الشباب مزَيَّن بفَردي
مين فيه يـدق فـيي.. مين؟
8
ورنجر ما فيها تشقّفو مهَدّه
يمكن شي كيلو وقتها بيزين
بدَّك جهد.. تا تشقل الفَرده
ولو ما جرَينا بيكبرو تخمين
البوط اللي كنّا نلبسـو مـدّه
كـان طـول العـمـر بـيهَـدّي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق