ترددت كثيراً فى كتابته هذه الأسطر التى تعبر عن إختيار الطريق الذى أعتمدت عليه حكومات الدول على وعى مواطنيها فى مواجهة ومنع انتشار فيروس كورونا الوبائي , وانتظرت على مدار الأيام القليلة السابقة الى وصلت نسبة الإصابات متقاربة جداً فى بلدى الأم مصر وبلدي الثانى أستراليا , كى ما أضعها أمامكم ليس بهدف المقارنة بين الأنظمة السياسية وثقافة شعوبها فسحب , ولكن بهدف خوفى من النتائج الكارثية الناتجة على عدم وعى معظم الشعب المصرى بما ستحل عليه من عواقب وخيمة لا قدر الله حال الاستهتار بقدرات هذا الفيروس اللعين الذى اطاح باقتصاديات العديد من الدول وحياة الآلاف من المواطنين , فعدد الأصابات حتى يومنا هذا بأستراليا بلغت ٦٨٢٥ اما فى مصر ٦٨١٣ , علماً بأن تعداد سكان القارة الأسترالية يعادل تقريباً ربع سكان مصر .
صحيح ان قامت الحكومة الفيدرالية الأسترالية بالتعاون ومشاركة حكومات الولايات المحلية بعدد من الإجراءات الاحترازية للوقاية والقضاء على هذا الفيروس ومنع انتشاره والتى اعتمدت فيها على وعى المواطن الأسترالي إضافة الى سن عدد من القوانين والعقوبات وتطبيقها على المخالفين بلا استثناء حتى طالت العقوبات وزير الفنون بحكومة ولاية نيو ساوث ويلز وتغريمه مبلغ ١٠٠٠ دولار وأستقالته من منصبه على أثر الانتقادات التى وجهت اليه بعد ان قام بخرق ومخالفة قوانين الصحة العامة على الرغم من نداءات جميع المسئولين بالدولة بالتزام المواطنين منازلهم خاصة فى إجازات اعياد القيامة الشهر الماضى وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون .
فكانت الحياة العامة الأسترالية على مدى الأسابيع الماضية شبه متوقفة معظم المصالح الحكومية والخاصة مغلقه يعمل معظم موظفيها من منازلهم فيما عدا المصالح الأساسية المتعلقة بالصحة , الأمن , التغذية , المواصلات وغيرها مع مراعاة التباعد الإجتماعى والنظافة الشخصية وتوفير وسائل النظافة والتعقيم للموظفين , أما التعليم فمعظم الطلبة والمدرسين يعملون من منازلهم أيضا فيما عدا نسبه قليلة من الطلبة الذين يعمل أولياء امورهم بالمصالح الأساسية , يخرج علينا يومياً العديد من روؤساء وزراء وعدد من وزراء حكومات الولايات بتقاريرهم الصحية والأمنية وأخر المستجدات وتقديم النصائح والإرشادات والقواعد التى يلتزم بها المواطنين .
على الرغم من تقارب نسبة عدد المصابين فى كل من أستراليا ومصر مع اختلاف النظام والتامين الصحى , إلا ان المتعافين بلغ ٥٨٥٩ بأستراليا ١٦٣٢ بمصر والوفيات ٩٥ بأستراليا ٤٣٦ بمصر بينما الذين يتعالجون نحو ٨٧١ بأستراليا و ٤٧٤٥ بمصر بنسب مختلفة كثيراً مما يثير القلق على أهل ومواطنى بلدى العزيزة مصر , فنحن نعمل بمبدأ الوقاية خير من العلاج وذلك لعدم وجود علاج ثابت او لقاح متوفر فى الوقت الحاضر مع دخول مصر على ذروة انتشار الفيروس وظل أمكانيات الدولة , فاستراليا تقريباً قطعت شوطاً كبيراً فى منع انتشار الفيروس وتقليص عدد المصابين اليومى على حساب اقتصاد البلاد وميزانياتها ومازالت تقدم المزيد حتى لا يتسبب فى موجه ثانية من انتشار الفيروس ويؤدى الى خسائر كبرى قد تطيح بالاقتصاد الأسترالي والمزيد من الأرواح والمصابين بالتزامن مع رفع القيود والحظر على بعض المصالح والاعمال وعودتها تدريجيا خاصة المدارس , فانى أضع هذه النسب امام اعين الشعب المصرى حتى يكونوا على مستوى المسئولية بالمحافظة على المسافات الآمنة والالتزام بالمنازل على قدر المستطاع ومراعاة العناية الصحية خاصة فى هذه الأيام التى يحتفل بها بصيام رمضان وقدوم عيد الفطر متخذين أستراليا مثالًا يحتذى به حتى تمر هذه الغمة بسلام على جميع دول العالم .
وأخيراً تذكرت نتيجة الانتخابات الفيدرالية الآخيرة التى فاز بها رئيس الوزراء الاسترالى السيد سكوت موريسون بفوزه بالانتخابات الفيدرالية التى شهدتها أستراليا فى ١٨ مايو ٢٠١٩ واحتفاظه بحكومة الائتلاف فى قيادة القارة الاسترالية لفترة رئاسية جديدة , ووصفه بفوزه بالانتخابات بالمعجزة وتعليقه بقوله "طالما آمنت بالمعجزات" , وكم كانت فعلاً معجزة من الله الذى أتى برئيس وزراء حكيم كالسيد موريسون رئيس حزب الاحرار الذى قاد القارة الاسترالية خلال هذا العام وعبر بها بالعديد من الكوارث الطبيعية كحرائق الغابات , الفيضانات ومازال يصارع الفيروس الفتاك , حفظ الله شعوب العالم من شرور الأوبئة وان يعطى حكمة للعلماء فى الحصول على لقاح مناسب وعلاج ناجح لهذا الفيروس بأسرع وقت ممكن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق