يعد الأديب الروائي الطاهر وطار من أعمدة أدبنا المعاصر الأساسية ، ومن المبدعين والمجددين في الأدب الجزائري والعربي ، ويمكن أن نقول بأنه كان مؤرخاً للجزائر المعاصرة في محيطها العربي روائياً ، ونجح في ذلك التأريخ إلى أبعد الحدود ؛ الثورة المباركة وحرب الاستقلال ، الاستقلال وخيار الجزائر الاشتراكي ، العشرية السوداء ومخاض ميلاد الديمقراطية ، الرأسمالية المتوحشة التي غزّت المجتمع الجزائري ثم تدمير بلد عربي عريق مثل العراق وتفتيت العرب وتقزيم دورهم!
وهو من الأدباء الكبار المفتونين بالتراث العربي والمدافعين الشرّسين عن اللغة العربية وانتماء الجزائر وهويتها العريقة بأصليها العربي والأمازيغي ، وهو كان دائما يفتخر بانتمائه الأمازيغي ــ الشاوي ــ لكن المتمسك باللغة العربية الجميلة والمستاء دائما والمتململ من سيطرة الفرنسية على عالم الأدب والإدارة والإعلام!
ورغم انتماءه السري والغير المُعلن للماركسية إلا أنه كان مدافعاً و معتزا ومتفتحاً على التراث العربي الإسلامي بمدارسه ومبدعيه الكبار وتلك صفة نادرا ما كان يتصف بها كاتب يساري ، فاليسار كان في الماضي ما معناه باختصار احتقار والنظرة الدونية لتراث الأجداد الزاخر والمتنوع !
وبالرغم من إبداعه الأدبي المتميزّ والثرّي في القصة والرواية والمسرح والمقال ، ونشاطه السياسي والإعلامي بعد الاستقلال وحتى بداية القرن الواحد والعشرون تبقى جمعية الجاحظية أهم وأكبر انجازاته على المستوى الشخصي والوطني أو حتى على المستوى ألمغاربي والعربي ، تلك الجمعية الواقعة بشارع رضا حوحو بالعاصمة التي كانت مقصداً للأدباء الكبار المعروفين أو الصغار الطموحين ليتعلموا ويُعلموا ، يستفيدوا ويُفيدوا ، لذلك أحبه الكتاب الشباب وكانوا لا يدعونه إلا بعمي الطاهر ، وأغلبهم اليوم من الكتاب المعروفين في دنيا الأدب والإبداع ، ويعترفون له ولجمعيته بالفضل عليهم .
ويقولون بأن عمي الطاهر وطار كان كبيرا في إبداعه لكن أيضا في إنسانيته، وطنيته وتواضعه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق