المحفوظات/ عبدالقادر رالة

    تهالك على المقعد الحجري . أحس بالإنهاك رغم أنه لم يبتعد عن السوبيرات إلا بضع خطوات ...
     اشترى الكثير من المواد الغذائية فأتعبه ثقل القفة...
    ما كان عليه أن يحمل قفة ثقيلة فهو لا تفصله عن الستين إلا أشهر قليلة ! ربما نسي ذلك ، أو ربما كره أن يعود الى المتجر مرة أخرى! 
  وضع يده على قلبه إذ دقاته تتسارع ... ثم لمس جبينه فالعرق يتصبب منه...
  تعجب من نفسه فخطوات قليلة أتعبته ، فهو لم يبتعد كثيرا عن السوبيرات ولا اقترب من البيت!
   فليسترح قليلاً فربما يمر به أحد أولاده أو أولاد الجيران فيساعدونه...
    لم تمر إلا لحظات حتى رمى طفل صغير نفسه على الكرسي الحجري بجانبه ..نظر اليه متعجباً فكيف لطفل صغير لا يحمل إلا محفظة صغيرة سوداء اللون أن يشعر بالإعياء !
  الرجل الكبير يتعب، فهذا معقول لكن أن يعيا الطفل الصغير فهذا مثير للدهشة!
   تنهد الطفل ، ثم أخرج  من محفظته كراساً  ذو غلاف أحمر  وفتحه ...
  استرق النظر ... خطه حسن ليس بالسيئ ! 
  وشرع الطفل يتمتم بعصبية ...آه..آه ..
  ابتسم الرجل : ـ إنه كراس المحفوظات ..والأكيد أنه يراجع ما حفظه البارحة !
   يفتح الكراس ... يتمتم ... ثم يغمض عينيه ويتمتم من جديد...
  لم يتبين الكلمات جيدا ...
  أراد أن يسأله عن المقطوعة الشعرية التي هو مُطالب بحفظها  هل هي لأليا أبو ماضي ، سليمان العيسى أو لا فونتين ؟...
  لكنه أحجم في النهاية ولم يشأ أن يتدخل في عالمه ، فالأكيد أن وقته ثمين وليس له استعداد لكي يهدره مع رجل مسن مثله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق