الوحش
يتقدّم العمّال إلى آلة غريبة... تمتصّ رحيق أعمارهم وتحوّله إلى ذهب خالص... وبينما يدخل هذا المعدن النّفيس إلى بطن مالكها، تكون بطون أخرى تلتصق بعظام أصحابها...
القدس
آه...
شرفــــــــــات
في عينيه رأيت جثّة حسناء وبقايا حزن...
"لا تسألني يا صاح."
ويصمت مليّا ثمّ:
"رأيتهما معا..."
أرفع بصري إلى كوّة في الزّنزانة. من شرفة القمر يطالعني وجهها الملائكيّ. تباغتني الذّكرى. أبكي في صمت. أسأل نفسي: هل النّساء سواء؟
عالم الظِّلال
فجأة يتحوّل الظّلام الدّامس إلى نور باهر، فتغمرني سكينة لذيذة ما عرفت مثلها. وأحسّني خفيفا كنسمة جبل. أسبح مع الموسيقى الحالمة التي تنبعث من كلّ ذرّة ضوء تنفجر من حولي... من بعيد تتراءى لي ظلال وأصوات. فأتبيّن بكاء ولطما وحركة متشنّجة مجنونة...
عند الأفق أطياف نورانيّة بعدد النّجوم، لا أدري أأنا الذي يقترب منها أم هي...
جاءني صوت لا نبرة له: نم نوم العروس...
وتلك الأيّام
القرن العاشر: أمير ليون بباب الملك المنصور...
"إذا مثلت بين يديه فقبّل ما بين قدميه، ولا ترفع رأسك حتّى يؤذن لك. تلك هي المراسيم."
القرن الواحد والعشرون: ملك عربي...
يمدّ يده مصافحا في شبه ركوع. يقرصه الإمبراطور من أذنه.
"إيّاك... عرشك بأيدينا!"
خال من الرّصيد
الحرّ شديد وثيابها تقطر عرقا... منذ الصّباح لم تتوقّف يدها على جذب المنجل... صاح زوجها وكان ممدّدا في الظّل:
- أنتِ. إيتينا بغدائنا.
- ألا ترى ما في يدي. ليتك كالرّجال.
ينهض متشنّجا وفي يده هراوة، فلمّا يقترب منها يسدّد لها ضربة كافرة... يملأ صراخها البيدر... لا يبالي بذراعها المكسورة:
عدمتكِ يا دابّة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق