أهمية الموقف الأوروبي الداعم لدولة فلسطين/ سري القدوة

 ان مواقف دول الاتحاد الاوروبي الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني باتت تشكل قاعدة مهمة للعمل الدبلوماسي والعلاقات الثنائية الداعمة للنضال الوطني الفلسطيني وما شهدته هذه العلاقات من تطور وخاصة في البرلمانات الاوروبية وما شهدته برلمانات السويد وفرنسا سابقا وما تم اتخاذه من مواقف ايجابية داعمة لنضال الشعب الفلسطيني عبر موقف البرلمان البلجيكي الصديق الذي يقف موقف مهم لدعم الحقوق الوطنية العادلة للشعب الفلسطيني ودعم مبدأ السلام القائم على حل الدوليتين ورفض مخططات صفقة القرن الامريكية وسياسة الضم ومشاريع التصفية الاسرائيلية حيث اتخذ البرلمان البلجيكي قرارا مهما بأغلبية ساحقة وينص على تبني إجراءات مناهضة لضم حكومة الاحتلال لأراض فلسطينية محتلة في إشارة واضحة لإمكانية اتخاذ اجراءات عقابية ضد حكومة الاحتلال ويأتي هذا القرار في سياق تصاعد الرد الدولي ضد مخططات الضم الإسرائيلية ويدل على تشكل جبهة دولية عريضة رافضة له كما تجلى في الموقف الدولي الداعم للنضال الفلسطيني.

ولعل تزايد الدعوات للاعتراف الدولي والأوروبي بدولة فلسطين وفرض العقوبات على الاحتلال من قبل الحكومات الأوروبية والدولية بشكل عام من اجل حماية القانون والشرعية الدولية ووضع حد لنهج الاحتلال وممارساته العدوانية التي لم تعد مقبولة على المستوي الاوروبي ومن اجل تطبيق مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص بين الشعوب ووضع حد لكل السياسات العنصرية والحفاظ على الجهود الدولية التي بذلت على مدار الثلاثين عاما الاخيرة من اجل صناعة السلام ووضع حد لأطول احتلال في العالم.

إن النهج العنصري وتحدي حكومة الاحتلال للقانون الدولي ومواقف الدول الرافضة لمشروعها الاستعماري العنصري سيضع الحقائق امام المجتمع الدولي مما سيؤدي الى تزايد العزل الدولي للاحتلال ومحاصرته واتخاذ خطوات لاستبعاده عن اي شراكة دولية او تعاون دولي وإسقاط كل اوراق التوت عن عورة الاحتلال فلم يعد لسياسة الكذب والخداع والتضليل مكانتها بمجريات العمل الدولي ولا مجال لاستمرار خداع العالم بالشعارات الرنانة والمشاريع الوهمية العنصرية التي يحاول التكتل العنصري الامريكي الاسرائيلي تسوقيها كصفقة سلام بالمنطقة.

لتتحد كل القوى الفلسطينية خلف القيادة الفلسطينية وتدعم الموقف الفلسطيني الوطني في تحقيق الانتصارات الفلسطينية الدبلوماسية وخاصة في الساحة الاوروبية وصياغة عمل هادف الي تحقيق الدولة الفلسطينية وإقامة العلاقات بين فلسطين ودول اوروبا والعمل علي تأسيس مرحلة جديدة في مفهوم العمل الدبلوماسي طالما سعت وعملت منظمة التحرير الفلسطينية للوصول لهذه الخطوات وتسجيل هذا الاختراق المهم وخاصة علي الساحة الأوروبية.

ان تلك المواقف الدولية تحمل العديد من المؤشرات الايجابية المهمة الداعمة للشعب الفلسطيني والتي تحاصر الاحتلال وتفقده الحصانة وتعري مواقفه امام المجتمع الدولي الذي يرفض الممارسات والانتهاكات التي تمارسها حكومة وتكتل نتيناهو العنصري وان العالم لن ولم يبقى صامتا ولن تسكت تلك الاصوات المتصاعدة الرافضة لكل محاولات الضم الإسرائيلية والتي تهدف لفرض نظام ابرتهايد في فلسطين.

 إن هذه الخطوة تدل على مواقف مهمة للبرلمانات الاوروبية السياسية والأخلاقية والدبلوماسية المبدئية والمتوازنة والعادلة والتي تنتصر للسلام ولمبدأ حل الدوليتين وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وكلنا أمل بأن تعترف حكومات الدول الأوروبية بناءً على توصيات برلماناتها بدولة فلسطين وان تحذو موقف مملكة السويد التي اعترفت بدولة فلسطين وان يكون هذا الاختراق في الموقف السياسي بالساحة الاوروبية له مدلولاته على مجمل العمل السياسي الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق