تموز وذكرى الأدباء والعظماء/ شاكر فريد حسن

تكثر في شهر تموز المناسبات الوطنية والثقافية والسياسية والاجتماعية المتعددة والمتميزة. ففي هذا الشهر يصادف يوم انتصار ثورة الشعب الجزائري والعيد الوطني لاستقلال الجزائر من براثن الاستعمار والاحتلال الفرنسي، وذكرى استشهاد الروائي والأديب الفلسطيني المتميز، الرجل تحت الشمس غسان كنفاني. 

كذلك في تموز تحل ذكرى مصرع القائد والمناضل والسياسي الشاعر الوطني الكبير طيب الذكر توفيق زياد، وذكرى استشهاد ابن عنبتا، الشاعر الفلسطيني الثائر الذي حمل دمه على أكفه عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة، الذي كان يتمتم وهو محمول على أكتاف أصدقائه ورفاقه : 

احملوني احملوني       
واحذروا أن تتركوني  

وخذوني ولا تخافوا     
واذا مت أدفنوني  

وفي تموز ايضًا تجيء ذكرى وفاة ابن كفرياسيف، الشخصية الوطنية المضيئة الساطعة يني قسطندي يني، صاحب المواقف الوطنية والسياسية المشرفة الطيبة. 

وفي تموز هذا العام غادرنا الأديب العلامة اللغوي بروفيسور فاروق مواسي، تاركًا إرثًا شعريًا وادبيًا وثقافيًا كبيرًا وعظيمًا، وتشكل وفاته ضربة موجعة وخسارة فادحة بكل المقاييس للإبداع الشعري والمنجز البحثي وللغتنا العربية، لغة الضاد، ولغة القرآن. 

وأيضًا في تموز هذا العام رحلت الأديبة والاعلامية الفلسطينية اللامعة زوجة الأديب الراحل ابن جبل النار نابلس المرحوم علي الخليلي. 

لقد اضطلع هؤلاء المبدعين والعظماء بدور وطني وثقافي وأدبي وريادي كبير، وكرسوا أقلامهم وفكرهم وابداعاتهم وحياتهم في خدمة قضايا الوطن والشعب والمجتمع وهموم الإنسان الفلسطيني والعربي وعذابات الإنسانية جمعاء، ولذلك فهم يستحقون منا كل تقدير واهتمام، ومن واجبنا تخليد ذكرى هذه الأسماء والرموز والكوكبة الثقافية والوطنية التي رحلت عنا وغادرت حياتنا، فهي تستحق الحضور الدائم المتجدد في فضائنا، وصونًا للذاكرة الجمعية، وتشكيلًا لوعي الأجيال الناشئة والقادمة، وحفظًا لإرثهم الأدبي والثقافي والوطني. وهذا يتطلب إعادة طباعة ونشر كتبهم، وإطلاق أسمائهم على مؤسساتنا الأهلية والمدنية ومدارسنا وشوارع قرانا ومدننا.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق