دائما ما نقرأ أو نتفرج عن أخبار الديمقراطية في الدول الغربية المتقدمة فتزعجنا تلك الأخبار أو الصور كأناس حالمين بغد أفضل ! تلك الصور لمسئولين كبار أو صغار يُحاسبون على أصغر الأخطاء أو على أتفه استعمال للمال العام على وجه غير صحيح أو استعمالاً شخصيا !...
نتعجب ، ونكاد لا نفهم إذ قارنا تلك الأخطاء الصغيرة التي يُحاسبون عليها في بريطانيا ، فرنسا ، أمريكا أو الدانمارك بينما قتل الملايين وتجويعهم في العالم ، وبالأخص في بلاد العرب والمسلمين لا يحاسبون عليه بل ويتم تشجيعهم على ذلك ، فاختلاس وصل بنزين للاستعمال الشخصي يِؤدي الى التوبيخ أو الطرد بينما نهب ثروات الدول العربية ، الإفريقية والأسيوية بالتهديد مرة ، وبالحيلة تارة أخرى لا يوبخون عليه بل ويشجعون عليه وتُمنح لهم الأوسمة لذلك ...أي منطق هذا وأي فهم ؟...
إذاً هم لا يعتبروننا بشراً ويجوز إبادتنا وأن يتقاسموا مع المرتزقة والديكتاتوريين دمائنا ونهب أموالنا ولتذهب الديمقراطية الى الجحيم...
الديمقراطية لهم هم فقط ، ولنا نحن الديكتاتورية وإن حدث وظهر دكتاتور وطني ذو أفكار إصلاحية نهضوية فسرعان ما يأتون ويهتفون ويتباكون نيابة عنا : الشعب يريد الديمقراطية ...
من قبل كانت الديمقراطية حلم ...
لكنها اليوم فخ كبير لاستعمار الشعوب ونهب الثروات ...
وكم كان الكاتب المفكر خالد محمد خالد صادقا لما كتب يوما " ولكن الاستعمار بطبيعته لا يريد الحرية للأمم التّي وضعها في قائمة البقر الحلوب "...
وكتب أيضا : " والاستعمار لا يؤمن بالديمقراطية إلا داخل حدوده ...أما خارج الحدود فإنه يحارب الديمقراطية بإلغاء مظاهرها تارة ، وتزييفها تارة أخرى "....
وللأسف هذا ماهو واقع فعلا فمثلاً إذ لا يُنظر الي الشرق الأوسط م إلا أنه خزان كبير للبترول والغاز أما الإنسان والحضارة فلا يمكن الحديث عنهما أبدا ، رغم أن ما فيه من الكفاءات العلمية والفكرية في جميع المجالات ما لا يمكن حصره وجلهم يملئون كبريات الجامعات الغربية نفسها في أمريكا و أوروبا كندا أو في اليابان والصين ...
وبالطبع الكل يعرف أن أكبر تزييف للديمقراطية هو ما حدث وما هو مستمر من أحداث الربيع العربي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق