حالات من الانتحار تجتاح قطاع غزة بين الشباب فمنهم من ينتحر يأسا ومنهم من ينتحر فقرا وجوعا هذا الواقع المؤلم ما آلت إليه الاوضاع القائمة حيث تشير الاحصائيات الخاصة حول عمليات الانتحار انها تشهد ارتفاعا ملحوظا مما يهدد واقع الحياة المعيشية والظروف الاجتماعية القائمة ويؤدي الي انهيار المجتمع وفقدان الثقة حيث ان الازدياد الملحوظ في حالات الانتحار اصبح ملفتا للنظر ويتطلب دعوة جادة لفتح تحقيق حول ظروف من رحلوا عنا انتحارا إذ سجلت محاولات الانتحار نسبا عالية واستمرار الانتهاكات بوتيرة عالية في قطاع غزة وقد سجل رسميا 17 حالة انتحار خلال النصف الثاني من عام 2018 فيما وصلت إلى 80 محاولة في العام 2017 وقرابة 35 محاولة في عام 2015 انتهت 5 منها بالوفاة أمّا في عام 2019 سجلت حالات عدة لمحاولة الانتحار وأخرى أودت بحياة المقدمين عليه ولكن لم يتم تحديد احصائية دقيقة من قبل مؤسسات حقوق الانسان أو غيرها.
وخلال اليومين الماضيين بعد أن لقي ثلاثة شبان حتفهم خلال أقل من أربع وعشرين ساعة نتيجة اقدامهم على الانتحار حيث يعاني الشباب في قطاع غزة من سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الخطيرة والتي يعاني منها اغلب أهالي القطاع بشكل عام كون انه يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر وثلثهم في فقر مدقع إضافة إلى انعدام الأمن المجتمعي والفقر الذي اصبح ظاهرة بارزة بين الأسر بنسبة تصل إلى 73% وان هذا المشهد القائم يدعونا الي دق ناقوس الخط وضرورة العمل من قبل الجميع على وضع الحلول العاجلة والسريعة لعدم تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وضرورة وأهمية تدخل المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.
وعلى المستوى الوطني لا بد من العمل على ضرورة تمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة عملها فورا وإنهاء كل مظاهر الانقلاب القائم في قطاع غزة والعمل على تطبيق الاتفاقيات الخاصة بالمصالحة الوطنية التي وقعت سابقا بين حركتي فتح وحماس وكل القوى بالقاهرة في أكتوبر عام 2017 والإسراع في وضع الاتفاق موضع التطبيق الفوري من أجل إنهاء الانقسام المشؤوم الذي يضرب العمق الاجتماعي والسياسي الفلسطيني ويشكل محور الضعف والاستغلال الاسرائيلي الامريكي للنيل من ارادة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتعزيز مستقبله السياسي في مواجهة كل المؤامرات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية املين ان يتم نجاح الجهود والدعوات المطروحة لاستعادة الوحدة سريعا وأن يتجسد ذلك بإنهاء الانقسام الذي تتخذه أمريكا وحكومة الاحتلال ذريعة لهما وتدعيان عدم وجود شريك للسلام لتنفيذ مخططات الضم الاسرائيلية.
إن حكومة الاحتلال باتت تستغل الانقسام وتعمل على تحويله إلى انفصال دائم ما بين قطاع غزة والضفة الغربية من أجل تكريس الاحتلال العسكري الاستيطاني للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة وإقامة ما يسمى بدولة غزة تكون ضعيفة ومسيطر عليها امنيا واقتصاديا وغير قادرة على تلبية احتياجات السكان وتوفير حياة كريمة ومستقبل واعد للشباب الفلسطيني وترك مصيرهم للمجهول والهلاك الحتمي اما انتحارا او موتا في قطاع غزة او تهجيرا قسريا وهلاكا في غربة وحياة مشتته وتهجير متجدد وهذا الامر يرفضه الشعب الفلسطيني الذي يتطلع من القيادة الفلسطينية وقيادة كل الفصائل الفلسطينية الي ضرورة القيام بواجبهم الوطني وإنهاء حالة الانقسام والتشتت بين ابناء الشعب الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق