رغم فايروسات العدوان ملوخية كفرذان ستبقى شهية خضراء/ عبد السلام العابد

بالوعي تقاوم بلدة كفرذان الجميلة فايروسات الكورونا، بعد أن حددت الجهاتُ الصحية مصدر العدوى، وتابعت الخريطة الوبائية، وأجرت الفحوصات اللازمة ، واستخرجت النتائج ، وأعطت التعليمات المناسبة للمصابين والمخالطين ، فيما ترسخت القناعة لدى المواطنين بإلغاء التجمعات والاحتفالات بأشكالها كافة، والالتزام بالتعليمات الصحية ؛ انتظارا لأيام فرح قادمة ، لا بد أن تأتي، بعد خلاص بلادنا والإنسانية جمعاء ، من هذا الوباء.
ومع أن القلق ساور قلوب مواطني البلدة جميعهم ، غير أنهم كانوا حنونين على أرضهم المزروعة، فما انقطعوا عنها، بل إنهم يرعون حقولهم، ويتعهدونها بالمتابعة والحب .وكيف لا ينطلقون لقطاف الملوخية التي اشتهرت بها كفرذان وهم في عز الموسم ؟ .لنتأمل هذه السطور التي تصف صبر و مقاومة ملوخية هذه البلدة التي تتعرض للغزو ، وتواجه و تصمد وتتحدى وتواصل مسيرة العطاء ، رغم الجائحة التي هاجمتها، على حين غفلة. 
****
 ما أجمل هذه النبتة الخضراء في بلدتي الجميلة كفرذان !!.تراها أمام ناظريك  مزروعة في المروج ،كأنها بحر هادئ تتهادى أمواجه بسلاسة ونعومة . 
    يبذرها الزارعون في الأرض المحروثة، ويسقونها  ، فتخرج البذور ، بعد سبات ، معلنة عن بداية رحلتها فوق التراب ، بورقتين صغيرتين ناعمتين ضعيفتين ، إلى جانب شقيقاتها اللاتي سرعان ما يغطين التراب برداء خفيف أخضر ناعم.
   وفي حياتها القصيرة ، تتعرض الملوخية للغزوات والعدوان الهادف إلى  محاصرتها، وخنقها ، واستغلال مصادر غذائها ومائها، وضوئها وثرواتها المعدنية ،فتهجم عليها الأعشاب الطفيلية ، وتحتل أرضها  عنوة وقسرا، وتحاصرها ، ولكنها لا تستسلم للاحتلال الظالم ، وتقاومه بصبر وعناد ، من خلال تشبثها بترابها،  وصمودها، ونمائها، وأملها بغد أجمل .
      يأتي المزارعون فيرون هذا العدوان الغاشم على مزروعاتهم ، فيعمدون إلى اقتلاع الأعشاب وهي في بداية عدوانها ؛ حتى لا يستفحل خطرها الداهم، واحتلالها البغيض. 
    وتشتد أعواد الملوخية،  فتتعرض لغزو جديد ، تقوده الحشرات الضارة ،  فيسارع  المزارعون  إلى مقاومتها ، ورشها بالمبيدات المناسبة .
    وتشب نباتات الملوخية على سيقانها القوية ، وتورق فروعها وضلوعها ، وتستمتع بمائها وغذائها،وحدها ، وتنمو ، وتشرئب رؤوسها،  إلى أن يحين موعد قطافها. فيا لها  من طبخة شهية على موائد أهلنا وأحبتنا، داخل فلسطين ، وخارجها !! . و لعلني لا أغالي ، إذا قلت : إن جل أهل فلسطين  يعشقون  رائحتها و  يحبونها   كواحدة من وجباتهم الغذائية التي يعتزون بها




   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق