هي ودليلة/ د عدنان الظاهر


أولاً :
ما ردّتْ ..
كيفَ تردُّ وقد سَدّتْ 
شُرُفاتِ البيتِ بخِرسانةِ إسمنتِ
وطَلَتْ جُدرانَ الرُدهةِ بالفحمِ سَخاما 
قالتْ أرهَقَني عَرَضٌ لا أدري كيف أُداري خسراني
الصرخةُ في داري أُعجوبةُ أولادِ الشيطانِ
جاملتُ وأربيتُ على حافاتِ الأخبارِ سلاماً
ما ردّتْ ..
أصغتْ شَتَمَتْ أسنانَ الذئبِ العاوي
الفُرصةُ منها ضاعتْ
مسّدتُ ذِراعَ اللوعةِ في قبضةِ " شمشونِ الجبّارِ "
يُدلي دلوَ " دليلةَ " في مضمارِ البئرِ الهاري
لو فيكِ براءةُ ما فيها عيناً أو خدّا
قرأتْ عنوانَكِ دقّتْ سَوءةَ بابِ الظنِّ مِرارا
سألَتْها ما ردّتْ
شأنَ اللاعقِ سُمَّ الغدّةِ في نابِ الأفعى
يصلى شمسَ الحُمّى في جمرةِ نيرانِ الصيفِ
رُدّي يا هذي .. ما ردّتْ
صَفّقتُ فطارتْ ..
طارَ الوعدُ ذِراعاً مخلوعا
عانى مِنْ ثُمَّ هوى صَرْحاً جبّارا 
ثانياً :
ناموسُ الإشراقِ ثقيلُ
بُشراكِ أَعيدي ما فاتكِ في عيدِ الإنشادِ
زينةُ أقواسِ النصرِ كواعبُ غيْدُ
بُشرى ترديدِ الصوتِ الراقي
أنَّ التغريدَ ملاعبُ إطلاقِ التنهيدِ
أنَّ السقفَ العالي أوطأُ من فِتْرٍ في شبْرِ
لا أرحمُ جبّارا
يتأرجحُ في أُفُقٍ مُختارٍ مُنهارِ
لولا تغريدُ الأوتارِ لما شقَّ طريقا ..
التاجُ المَلَكيُّ سَحابةُ ياقوتِ عقيقِ
الذُروةُ ماسُ جليسةِ إكليلِ العرشِ
مَلَكٌ بالصرْحِ الأمردِ يأتيها بلقيسا
أُبَهةً حوراً عينا
السندسُ في كوثرِ كأسِ الرأسِ خُمارُ
مِصرٌ تأبى والحَضْرَةُ والنيلُ
ناداها " جبريلُ " وجبّرَ كَسْرَ التأويلِ.
{ عدنان الظاهر }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق