لن أبكى/ رحمه هانى


شعور غريب يتملكنى ، أشعر كأنني جئت الي مكان لم أكن أعتقد أنه يجب علي القدوم إليه ، ولا أعرف كيف وصلت إليه ! هنا وماأدراك ماهنا ، فى دنيا زائفة ، هو مكان غريب وكأنه مليئ بالضباب ، لاشئ فيه واضح وضوح الشمس فى الأفق ، كل شئ يملأه الخداع والنفاق ، إنه لأمر عجيب ومرعب حقا أن تنتظر فى هذا المكان وتشعر بإقتراب الضباب إليك ليحولك أنت الأخر إلى مجرد سراب وخداع لتتأكد لحظتها أن الأمل قد تلاشى وزال ،وأن التعافي مستحيل ، وأن الجلوس والإنتظار وحساب الساعات الكئيبه خلال الليالي الطويله ليس منه جدوى ولافائدة هى ليالى تشبه الليالي التي يعرفها المراقبون لك وأنت علي فراشك بإنتظار الموت ، حيث يبرد الدم لسماع أعز أسرار القلب ، الأسرار المكبوته المخيفه لسنوات طويلة ، والبكاء بطريقة هيستيرية تعكس الحالة السيئة التى وصلت اليها حالة اللا وعي !

أمامك مصيرك الذى ينتهي أمام عينيك ، ومحاولة يائسة منك فى التفكير في كيفية الخلاص والنجاة بنفسك  ، مستخدما ماتبقى لديك من دهاء طوال الحياه 

عندما يأتى ذلك الوقت قد تشعر بالوحده ، لأن عقلك لاولن يذهب معك أبدا حيث شئت ،حتي ظلك الذى يلازمك فى كل مكان طوال حياتك سوف يتركك !! لذلك فانا مازلت أبحث عن طوق النجاة ، من خلال تفكير لا يهدأ كما لو أنك لم تقابل  نفسك حتى هذه اللحظة ومازلت فى رحلة البحث عنها  ، كما لو كنت قد تجاوزت نفسك مره واحده في هذا  الضباب الكثيف ، ليقفز قلبك فى عملية انتحارية معلنا للجميع انتبهوا ، أنا هنا !

نعم الحياه مؤلمه ومشوهه ومعها يصبح الأمر معقدا لاترى له حلا ، بل أحيانا لا تعرف  أين تذهب أو ماذا تفعل ? ولكن الأمر يتفاوت من شخص إلى أخر حسب قوة الإرادة والعزيمة ،  فكثير من الناس يتركون أنفسهم يضعيون  ويسقطون في هاويه مفتوحه واسعه دون محاولة أو سعى منهم ولو بنسبة ضئيلة للنجاة ، كل ما يؤلمنى أن كل ذكرياتنا التي تلاحقنا ، تسيطر علينا بأحزانها فيتملكنا البكاء لدرجة الإنهيار ، لكنني لن أبكي هذه المره ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق