ومما ذكر بالاحاديث الصحيحه
قصّة النّبي مع الرّجل الذي أراد قتله؛ فقد روى جابر بن عبد الله قصّةً تدلّ على تسامح النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ففي غزوة الرّقاع استراح النبي الكريم تحت شجرةٍ بعد أن علّق سيفه عليها، فاستغلّ رجلٌ من المشركين ذلك فباغت النّبي وأخذ سيفه على حين غرّة، ثمّ رفعه في وجه النّبي وهو يقول، أتخافني، فقال النّبي: لا، فقال الرّجل: "فمن يمنعك مني"، قال: الله، فسقط السّيف من يد الرّجل فأخذه النّبي الكريم ورفعه في وجه الرّجل وهو يقول من يمنعني منك، فقال الرّجل، كن خير آخذ، فلم يَفعل النّبي الكريم معه شيئاً وعفى عنه بعد أن تعهّد بأن لا يُقاتل المسلمين أو يقف مع قوم يقاتلونهم، فجاء قومه وهو يقول: (جئتكم من عند خير النّاس.
ومن سيرة الصديق عليه السلام
كان نبي الله يعقوب – عليه السلام – يحب ابنه يوسف – عليه السلام – حبا منقطع النظير ، فحسده إخوته على هذا الحب، فقرروا أن يتخلصوا من يوسف، فاستأذنوا أباهم في أن يأخذوا يوسف معهم إلى المرعى ليلعب ويمرح، فوافق، وأوصاهم به، فأخذوه معهم، وهناك ألقوه في بئر .
ثم رجعوا إلى أبيهم في المساء يبكون، وأخبروه أن الذئب قد أكله، فحزن الأب على فراق يوسف حزنا شديدا، ومرت قافلة، فوجدوا يوسف، فأخرجوه وأخذوه معهم، وباعوه لعزيز مصر . وهنا لابد من اشار ان التمكينفي الارض يكن بالتمكين من قلوب الناس حيث يقول الله:
وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ…
بعد الاسر والسجن والبئر.
فتربى يوسف في قصر العزيز، ونتيجة لأخلاقه الحسنة، وعلمه الواسع، صار وزيرا لملك مصر، وفي أثناء ذلك، جاء إليه إخوته ليشتروا من مصر لأهلهم بعض الغذاء، فلما دخلوا عليه عرفهم، ولكنهم لم يعرفوه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وكانت فرصة ليوسف لينتقم من إخوته، لكنه عفا عنهم، وقال لهم :
” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” ( يوسف: 92)
ولايخلوا التاريخ من مواقف العفو…
هناك شخصيات تاريخية قد طبقت هذا المفهوم لتترك أمثلة تعبر عن فكرة التسامح الفكري ، ومنهم نيلسون مانديلا الذي كان زعيمًا بجنوب أفريقيا ، وقد سُجن لمدة سبعة وعشرين عامًا ، ليقود فيما بعد مقاومة سلمية ضد التمييز العنصري فاتحًا ذراعيه للتسامح والوئام في جنوب أفريقيا. ومن مواقفه المشهوره :
"عقلية الثأر لاتبني دولة، بينما عقلية التسامح تبني أمم"
يقول نيلسون مانديلا (رئيس جنوب أفريقيا): "بعد أن أصبحت رئيساً، تجولت في المدينة مع أفراد حمايتي، ودخلنا أحد المطاعم لتناول الطعام، وبعد أن أحضر لنا العامل الطعام، لاحظت شخصاً يجلس مقابل طاولتي، فقلت لأحد الجنود إذهب وأطلب منه أن يأتي بطعامه ويأكل معنا. فذهب الجندي وطلب من الرجل أن يإتي بطعامه ليأكل معنا، فحمل الرجل طعامه وجلس بحانبي، وبدأ يتناول طعامه، وكانت يداه ترتجفان فأكل ثم إنصرف. فقال لي الجندي: لعل الرجل كان مريضاً، فقد كانت يداه ترتجفان أثناء الأكل، فأجابه مانديلا: لا، لم يكن مريضاً أبداً، هذا الرجل كان حارساً للسجن الذي كنت فيه، وفي أغلب الأحيان وبعد التعذيب الذي كنت أتعرض له، كنت أطلب منه قليلاً من الماء، فكان يقوم بالتبول على رأسي، لذلك وجدته خائفاً يرتجف، فتوقع أن أبادله الآن بنفس الطريقة، فأقوم بتعذيبه أو بسجنه كوني أصبحت رئيساً، لكن هذه ليست من شيمي، ولا من أخلاقي، فعقلية الثأر لا تبني دولة، بينما عقلية التسامح تبني أمم".
ومن الأمثلة أيضًا على هذا التسامح ما فعله المهاتما غاندي وهو زعيمًا هنديًا ؛ حيث أنه قام بالتعبير عن هذا المفهوم عن طريق رسالة وردت من داخل سجنه ، والتي يقول فيها “لا أحب التسامح ، غير أنني لم أجد أفضل منه كي أعبر عما أقصده”.
لقد تمكن غاندي من هزيمة أكبر امبراطورية آنذاك وهي بريطانيا العظمى ، وذلك من خلال إيمانه بالتسامح وعدم اللجوء إلى العنف.
وثقافتنا الاسلاميه مليئه بالشواهد
فهذا أمير المؤمنين هارون الرشيد يغضب على رجل كان يدعى حميد الطوسي، فدعا له بالسياف ليقتله، فبكى حميد وأخذ يعتذر ثم قال له : مولاي، لا أبكي خوفا من الموت، إنما أبكي لأنني سأموت وأنت غاضب علي، فضحك أمير المؤمنين هارون، وقبل عذره، وعفا عنه، ثم قال للرجل : إن الكريم إذا خادعته انخدع. وهذا
أبو الدرداء قال لرجل أسمعه كلاما أغضبه : يا هذا، لا تغرقن في سبي، فإنا لا نكافيء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
انظر كيف تروض الرجال عصبيتها وتلجمها بلجام الحلم والصبر حيث
جاء عن علي زين العابدين بن الحسين أن غلامه كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من الخزف، فوقع الإبريق على رجل زين العابدين فانكسر الإبريق، وجرحت رجل زين العابدين، فغضب، وتغير وجهه .
فقال الغلام : سيدي، يقول الله تعالى : ” وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ” .
فقال زين العابدين : لقد كظمت غيظي .
فقال الغلام : ويقول تعالى : ” وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ” .
فقال زين العابدين : لقد عفوت عنك
فقال الغلام: ويقول الله تعالى: "
والله يحب المحسنين.
فقال زين العابدين : اذهب فانت حر لوجه الله
والمواقف في الارث العربي كثيره وكثيره جدا..
#قيس_بن_عاصم_بن_سنان_المنقري-التميمي صحابي جليل ومن سادات العرب وأشرافهم، وهو الذي قدم على رسول الله سنة 9 هـ في وفد بني تميم فأكرمه وقال له: «هذا سيد أهل الوبر».[1] وهو شاعرٌ فارسٌ شجاعٌ حليمٌ كثير الغارات، مظفرٌ في غزاوته، أدرك الجاهلية والإسلام فساد فيهما وأسلم وحسن إسلامه...
قيل للأحنف: ممَّن تعلمتَ الحِلم؟ قال: مِن قيس بن عاصم المنقري، رأيتُه قاعدًا بفناء داره، محتبيًا بحمائل سيفِه، يُحدِّث قومه، حتى أُتي برجل مكتوف، ورجل مقتول، فقيل له: هذا ابنُ أخيك قَتَل ابنَك، فوالله ما حلَّ حُبوتَه، ولا قطع كلامه، ثم التفتَ إلى ابن أخيه، وقال: يا ابنَ أخي، أسأتَ إلى رَحِمك، ورميتَ نفسك بسهمك، وقتلت ابن عمِّك، ثم قال لابنٍ له آخر: قُمْ يا بني، فحلَّ كتاف ابن عمِّك، ووارِ أخاك، وسُقْ إلى أمِّه مائةَ ناقة دية ابنها، فإنها غريبة، ثم أنشأ يقول:
إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَطَّبَى حَسَبِي دَنَسٌ يُهَجِّنُهُ وَلاَ أَفْنُ
مِنْ مِنْقَرٍ فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ وَالْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَهُ الْغُصْنُ
خُطَبَاءُ حِينَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ بِيضُ الْوُجُوهِ مَصَاقِعٌ لُسْنُ
لاَ يَفْطِنُونُ لِعَيْبِ جَارِهُمُ وَهُمُ لِحِفْظِ جِوَارِهِ فُطْنُ
عفو عمر رضي الله عنه:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قدم عيينه بن حصين بن حصن بن حذيفه فنزل على ابن اخيه الحر بن قيس. وكان من للنفر الذي يدنيهم عمر بن الخطاب وكان الفقراء مجالس عمر ومشاورتهكهولا كانو او شباب فقال عيينه لابن اخيه ياابن اخي هل لك وجه عند هذا الامير فاستاذن لي عليه فقال; ساستاذن لك عليه قال ابن عباس; فاستاذن الحر لعيينه فاذن له فاذن له عمر فلما دخل عليه قال: ايهن يا ابن الخطاب يا ابن الخطاب، فوالله، ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر، حتى همَّ أن يوقع به، فقال له الحرُّ: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]. وإنَّ هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافًا عند كتاب الله))
وخير ما نختم به كلامنا هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
13/556- وعن أبي هُريرة : أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ رواه مسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق