التعلّم والتعليم/ بسكال بلّان النشّار


عن بعد، وبعد ... حضور، و، وعد...

أتصوّر في ذهني، الأهل ومعاناتهم، في ظلّ انهيار طاقتهم النفسية، الإجتماعية، وبالأخص المادية...

وأرى الأستاذ متهالك، يجرّ خطواته نحو جديّة العودة الى المدرسة بحكم الصمود والمثابرة وليس الثقة بالعام الجديد...

أتخيّل الأهل، يعلنون، كما الطلّاب انعكاف الرجوع الى المدارس أو الجامعات، وذلك لغير سبب الكورونا أو كوفيد ١٩،

ولغير الحفاظ على الصحة العامة من خلال عدم التخالط، إنّما لعدم قدرتهم، تحمّل الأقساط والقرطاسية ومستلزمات العودة كافة...

أسمعهم طلّابا وأهل، يصرخون،  يطالبون السلطة والإدارات المعنية بقرار فتح الأبواب "للتعلّم والتعليم لسنة ٢٠٢٠- ٢٠٢١، عدم التعرض المعنوي والفكري، بإحراج  فتات عيشهم للمحافظة على رمق حياة في يوميّاتهم،  ويتساءلون كيف سيتمكنون خوض غمار هذه المغامرة ، وبأي حال سيستمرون وأبسط مقوّمات الأمان الإجتماعي، الإقتصادي، السياسي والصحي معدومة؟


أما لجهة الاساتذة والمعلمين فقد كانوا يرتادون الشارع قبل الأزمات المتتالية الحالية، للمساءلة والمطالبة بحقوق مهدورة وفقدان اعتبارات العيش الكريم...  وها هم وقد علقوا في دوامة الرسالة وإحراج عدم الكفاية الإنتاجية... وربّما يساورهم شعور بأنهم غير مضطرين للعودة والتظاهر بتصديق الوعود بمعاشات لا تفرج كربة ولا تكفي لشراء جورب...

والحال، بين الجدية والنية مسافات تعنيف وتعذيب، ومن يجلس على طاولة التفاوض يراوح جلوسا ويخنق بالتنازل كل بادرة فرج أو أمل بالحصول على الحقوق المسجّلة لادنى مقومات العيش الكريم وعدم القلق في حين النوم، أن ما تطلع الشمس على المحال عينه ، وتكرّ السبحة حبة حبة وتتفرفط السنة الدراسية اضرابات، اصابات كورونية وعدوى اجتماعية تشاءمية  نتيجتها استنذاف لما بقي من طاقة وهميّة يعوّل عليها اللبناني للاستمرار، لذا فهو من الأفضل عوضا عن التخبط بادعاء" انقاذ العام الدراسي" العمل على إنقاذ الانسان وإعادة الحياة في وطن الازمات الى ساحة الامان والطبيعية  حيث ترافق الكرامة العيش والنفس فيكون الإقدام حينها، واثقا من خطواته سائرا نحو النتيجة المرجوة من بقاء ونجاح.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق