طَلَبتْ منّي توقيعا
شغلتني وتنحّتْ عنّي
أني أتنفسُ قاعَ المِرجانِ
وقّعتُ شهادةَ ـ قبلَ المولدِ ـ ميلادي
وقّعتُ صكوكَ الغفرانِ
وأَقمتُ الزارَ ودقَّ الطنبورِ
وقّعتُ على أحجارِ الدارِ
ونسيتُ الموتَ وصوتَ الآتي
وقّعتُ وقَعْتُ أُلملمُ أطرافي
عانيتُ مَرارَ الحمّى الصفراءِ
سقطتْ أسقفُ داري
كَسَرتْ ساقي اليسرى
سقطتْ " عَدَويةُ " غرقى في بئرِ
وقّعتُ أمامَ شهودِ الطبِّ العدلي
أنَّ الدُنيا طاحونُ عِظامِ
قتلتني وأقامتْ نُصْبا
في مُدخَلِ مسقطِ رأسي
يصرخُ كالديكِ يُكبّرُ ليلا
أنَّ القتلى أنصابٌ تمشي
لتُري آياتِ الأزلِ الكبرى
أنَّ الإنسانَ ظَلومٌ وغشومٌ ظلاّمُ
يقتلُ كي يُجبي أو يحيى
هذي اللُعبةُ لا أرضى عُقباها
حيناً أرفضها حيناً أرضاها
تطلبُ منّي توقيعا
إني مُختارُ العصرِ الآيلِ للشَفَقِ المُخضلِّ
شاهدُ لَفْظِ حروفٍ بادتْ
سَقَطتْ في طُوفانِ القتلِ
جَرَفتها أمواجُ دماءِ السيلِ
ما تنفعُ بَصمةُ إبهامِ
ما ينفعُ آنستي تقبيلي
تحميلي وِزْرَ سقوطِ النجمةِ في بُرْجِ التأويلِ
إيّاكِ وحِبْرَ التجميلِ
الخُدعةُ في شقِّ المنديلِ
تُخفي قولَ الطاحونِ ...
وَقْعْ وابرأْ من دينِ الإسلامِ
وتنازلْ عن قبوِ أبيكَ وصولةِ جدّكَ في عامِ الفيلِ
وَقّعْ أنكَ إعداماً مشنوقُ
بجريمةِ قتلِ ذُبابةِ رمزِ القصرِ الجمهوري
حرّضتَ كلابَ المعمورةِ أنْ تنبشَ قبرَ الطاغوتِ المجهولِ
أنْ تنبحَ أقواسَ النصرِ المزعومِ
إدفعْ أجرَ الدفنِ وفأسَ الرأسِ المطحونِ ...
وقّعتُ صكوكَ التكفيرِ وصكَّ الغفرانِ
ألاّ أنهضَ حيّا
أتكلّمُ طفلاً في مهدي
بِرّاً وتقيّا..
وقّعتُ على همْزاتِ الوصلِ وقفزاتِ الزمنِ الحاملِ أجراسا
أنَّ الدنيا قرقعةٌ وزعيقُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق