يتلقى صفعة مدوية إذ مني بهزيمة نكراء في الانتخابات المحلية التي جرت نهاية الأسبوع، ورغم الحملة الانتخابية التي أعدها
لهذا الحدث الانتخابي و دخلها بقوى قصد استعادت الأصوات التي فقدها في الآونة الأخيرة جراء الفضيحة الأخلاقية التي كان
منغمس فيها رئيس السابق للحزب و التي سنأتي على ذكر فصولها في نهاية هذا الموضوع، شهدت الحملة الانتخابية و مهرجانتها
أطوارا حامية الوطيس اشتدت في اوخر فصولها سعيرا مخلفة ضجيج يصدح صداه في كل مكان، وأثارت الكثير من الجدل، على
شاكلة شعار (نحب الوطن ولا مكان لجنون طالبي اللجوء) الذي كان أحد شعارات اليمين المتطرف تجلت فيه سطوة اليمين
المتطرف في الاستحواذ على المشهد من خلال الجهر الواسع في الإمعان في شيطنة كل أجنبي وبهذا اثبت إنه وفي لطرحه
المناهض لكل ماهو اجنبي والإمعان في الحط من كرامة المسلمين وطالبي اللجوء من خلال الإيحاء اللفظي والصور النمطية نهيك
عن المهرجانات الانتخابية التي صورت طالبي اللجوء في أبهى صور المذلة والمهينة كلها منصبة حول الأجانب في النمسا الذين
كانوا الوقود الأكبر لهذه الحملة الانتخابية من قبل اليمين المتطرف، الذي مازال يعزف على وتر معاداة الأجانب ودغدغة المشاعر
القومية الشعبوية، قصد استقطاب واستعادة الأصوات التي تهاوت من بورصته، ورغم اشتداد الحملة والتركيز الممل على وجود
الأجانب الا انه منية بالخسارة المدوية ربما تدخله في المزيد من خسارة الأصوات، رغم تنوع أطيافه في استمالة الناخب إليه ،
بعد أن شكل الزعيم ا السابق للحزب المغضوب عليه من عامة الشعب، على وطأت الفضيحة المدوية في السنة الماضية والتي
قضت مضاجع اليمين المتطرف ، شكل قائمته الخاصة التي دخل بها الانتخابات قصد تلميع صورته وهو يجر تبعات القضية
المدوية التي جعلته في أعين الأعصار و المعروفة بقضية ابيزا. ولم يحوز على أصوات تجعله حاضرا في المشهد السياسي.
مناهضة الأجانب التي كانت وقود الحملة الانتخابية عند الحزب اليميني المتطرف ،لم تشفع له لنيل رضا الناخب. وهو مازال يأن
تحت وطأة الفضيحة الأخلاقية التي كان بطلها الرئيس السابق للحزب اليميني المتطرف في النمسا فضيحة مدوية بكل المقاييس
وأصبح يشار إليه بالبنان على أنه حزب متطرف زائد حزب فساد أخلاقي بعد نشر فيديو للرئيس السابق للحزب شتراخ. هانز
كريستيان وهو في حفلة لقاء ماجن جمعه بإمرأة روسية على أنها مستثمرة، و بدأ يساوم معها في تفضيلها في حالة فوزه
بالانتخابات ،من خلال منح لها المشاريع وتعبيد الطريق لها للإستثمار في النمسا وامتلاك جريدة ذات مقروئية في النمسا في حال
فوزه بالانتخابات . ،على أن تتكفل هي بمد الحزب بالسيولة المالية لحملته الانتخابية،آنذاك، حزب الحرية المعادي للمهاجرين و
الاسلام تلقى ضربة في مقتل بعد هذا الفيديو و بدأت أسهمه تتهاوى جراء هذه الفضيحة المدوية ،والتي. قضت على السقف العالي
لطموح بعض قيادات الحزب ، في ديمومة الحضور في المشهد السياسي كما أودت بانهيار الائتلاف الحكومي ،الذي كان يشكله مع
حزب الشعب يمين وسط وعجلت بفض الائتلاف و طرد وزراء حزب الحرية يمين متطرف من الحكومة ،بعد اقالة وزير
الداخلية، الوزير المغضوب عليه كثيرا من قبل الرأي العام وبخاصة طالبي اللجوء والمهاجرين الذين شدد عليهم الخناق ،و ملاحقتهم
في كل مكان ،فكان بمثابة الصياد لكل طالب لجوء و احتقارهم ، واتخاذهم مطية لتحقيق مكاسب انتخابية، الى درجة محاولة فرض
عليهم حظر تجوال بعد غروب الشمس ، حزب الحرية المثقل بالفضائح الأخلاقية والتي كانت آخرها، فضيحة ابيزا التي تورط
فيها زعيم الحزب هانز كريستيان شتراخ الذي تم طرده من الحزب على وقع الفضيحة التي هزت أركان الحزب وفقدان العديد
من أطر ركائزه، كما كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، و اصبح يشار إليه بالبنان وفي عين العاصفة و كانت السبب في
انحلال عقد الإتلاف الحكومي بينه وبين حزب الشعب يمين وسط ، والذي ادخل النمسا في فراغ حكومي منتخب، ولقد أرخت
الفضيحة بظلالها على المشهد السياسي في النمسا الصائفة الماضية إذ كانت فضيحة من العيار الثقيل بكل المقاييس، وأظهرت
هشاشة أحزاب اليمين وخاصة الشعبوية التي تقتات من وعاء مناهضة الأجانب، لأن مشروعها يعتمد على هذه الأبجدية، في
استقطاب أصوات الناخب للوصول إلى سدة الحكم، لكن الحزب تلقى ضربة في مقتل ا عشية الانتخابات الأوروبية ،و التي أفقدته
البوصلة وأضحى يجر أوصال الخيبة بخسارة كبيرة في الدخول الى البرلمان الأوروبي، بكثافة وهاهو يتلقى صفعة أخرى جديدة
، لذا لا نستبعد أن يدخل الحزب في متاهات يكون الخروج منها بشق الأنفس، خاصة وأن النمسا بعد هذه الانتخابات لها الكثير من
الوقت للدخول في انتخابات جديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق