دوما كانت فلسطين والأردن هم واحد وموقف واحد على أرضية التعاون والعمل المشترك بتوجيهات الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني من اجل التعبير عن عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين وتجسيد ما يطمح اليه ابناء الاردن وفلسطين من المضي قدما نحو تعزيز هذه العلاقات والتقدم لبناء المستقبل الوعد، ولعل مطلوب من القيادة الفلسطينية العمل على اعادة فتح المجالات للتعاون والاستفادة من التجارب الاردنية والخبرات في المجالات المختلفة، ولا بد من التوجه لعقد لقاءات مع الحكومة الجديدة والاستمرار في التنسيق بمختلف الملفات وخصوصاً فيما يتعلق تسهيل حياة الناس في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا على البلدين والعالم، ووضع اولوية التعاون الاردني الفلسطيني على سلم اولويات المرحلة القادمة والاستفادة من العمق التاريخي الهام لهذه العلاقات لصالح تعزيز الصمود الوطني الفلسطيني لمواجه مخاطر العدوان وسياسة التهويد الاسرائيلية الهادفة الي سرقة المسجد الاقصى المبارك واستمرار مخططات الاستيطان والتوسع على حساب الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والتهديد المستمر من قبل حكومة الاحتلال بتطبيق مخططات صفقة القرن الامريكية وتنفيذ خطة الاغوار ومناطق الحدود مع الاردن.
ان المرحلة الراهنة تدفعنا الي ضرورة تفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات الموقعة ما بين الحكومة الفلسطينية والأردن ووضع اولوية التعاون الاساسية على سلم اولويات القيادتين وضرورة تفعيل وتطوير عمل اللجنة العليا الأردنية الفلسطينية المشتركة والتي وقعت العديد من الاتفاقيات، حيث كان اولها اتفاق تجاري عام 1995م وتم توقيعيه مباشرة بعد تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن ثم تم التوقيع علي العديد من الاتفاقيات الهامة بين البلدين خلال الفترة 1995-2019م، ويأتي تشكيل الحكومة برئاسة بشر هاني الخصاونة في غاية الاهمية من اجل تعزيز العلاقات الفلسطينية الاردنية وخصوصا على الصعيد الاقتصادي لدعم صمود اهلنا في القدس المحتلة وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والبدء باتخاذ الخطوات العملية لإعلان الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال، والاتفاق للربط الجمركي على المعابر ما بين فلسطين والاردن، وتشجيع الاستيراد عبر الموانئ الاردنية وبالتالي لا بد من تفعيل الاتفاقيات وتطويرها بعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي الذي يقف عائقا امام تطوير العلاقات بين الشعبين وصياغة اسس للمستقبل تكون كفيلة في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني .
ان العلاقة الفلسطينية الاردنية لم تكن مجرد حبر علي ورق بل كانت عبر التاريخ علاقات صادقة وطنية قومية معبرة عن الارادة الحرة وتوجه هاشمي جسد الحرص على حماية الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطيني في كل المحافل الدولية محافظا على الهوية الفلسطينية عبر دعمها اعلاميا وسياسيا وفي كافة المجالات، والسعي للاستقلال الاقتصادي عن الاحتلال والعمل علي بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية المشروع الوطني ووضع استراتيجية لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني على طريق تحقيق الوحدة والتكامل العربي الشامل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق