دليلةُ الحَيارى/ د. عدنان الظاهر

 


تتباهى ...

هَودجَ عُرسٍ من ماسِ القوقاسِ

تتبدّلُ طَوْراً أسحارا

وتُريني أقصى ما في مرآةِ التشبيهِ المعكوسِ

مرّتْ أعوامُ ومرَّ طريقُ

جعلَ الزهرةَ شَرْطَ الأشواقِ

دَلْيني يا شُرفةَ أدوارِ الأقمارِ

كمْ سنةً نابتْ عنّي   

فَكّتْ باللونِ الأسودِ أجفانَ الحُزنِ

أُحصيها مِرآةً مِرآتا

جازتْ خطَّ الغُربةِ ميلاً في ميلِ

تحملُ بُشرى جُرْحٍ مُبتلِّ

قالتْ الحبُّ دليلي عُسْراً ـ يُسرا

دَلّتْ وتوارتْ في غابِ الأَرزِ الوحشيِّ الظلِّ

هل مِنْ لُقيا ؟ 

 اللقيا تأتي عَفْوَ الخاطرِ أو سَهْوا

مَسْرىً في سرِّ المَسرى ...

هيئتُها في الهبّةِ كِسرى

طَلَبتْ كأساً في شِعْرِ النجوى

والعَبْرةُ في مُقلةِ مَنْ تهوى تأبى

أتردّدُ في حَملي مِفتاحَ الحلِّ أرى

بَشراً يتأبّطُ ظَهْرَ الريحِ بِساطا

هيّا طيفي في داري طفّيني

مِثلُكِ لا يخشى ضَرْباتِ الدُنيا في طَبْلِ

الآنَ تَخطّي بَرَدى والعاصي والنيلا

والعِلّةَ والتعليلا

كوني الصفْقةَ بين البائعِ والشاري أغلى مُهْرا

كوني مَنْ شئتِ إذا شَرَقَ البْرقُ وأعيى

كوني فَقراتِ القامةِ في السمتِ الأعلى

وأَقيمي أعلامَ الرؤيا قنديلا

لولا ضَعْفُ الرؤيةِ ما حَلّقَ [ إبليلٌ سِجّيلُ ]

قولي شيئا

قولي ما شئتِ وما شاءَ الربّانُ الريّانُ

كأسُ النشوةِ " غسّاقٌ وحميمُ "

مُضنى الجفوةِ مكسورُ جناحِ الرحمةِ في الذُلِّ

لَبيّكِ يُنادي إنْ تاقتْ عيناكِ

أوْ جازتْ خطَّ التأويلِ

مُرّي في الرَنةِ والصوتِ الواطي

فجليلُ الشوقِ المُطلقِ وعدٌ خلاّقُ

حُبُّكِ زِئبقُ ترياقِ

أُفقٌ باقٍ أفّاقُّ

الساعةُ لا تُحصي أنفاساً عَدّا

لا تُخفي شكوى رفِّ المُرِّ

تُصغي للحَجرِ الساقطِ والرائحِ خمراً والغادي سُكْرا

ولصوتِ الدَقْةِ في الظاهرِ والمخفي

 لا تسألُ ما يجري في الصدرِ

يشتاقُ لممشاها وهماً أوْ ظَنّا

يُمعنُ في الضمِّ وتصعيدِ الشمِّ

ساقيها في الحانةِ مُعتّلُ العقلِ

يتردّدُ بينَ العهدِ ومُرتدِّ كؤوسِ الودِّ

تتناثرُ لألاءً أشلاءَ

لا تخشى ضَرْباتِ الصخرةِ في القلبِ

الدُنيا مِشرطُ إبليسِ الجرّاحِ

والحبُّ صدى أحداقِ زُجاجِ الأقداحِ .

الدكتور عدنان الظاهر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق