المختلُّ يقولُ أنّه العاقل/ شوقي مسلماني


 (حرسُ القديم)

العقلُ يُسمع ويُرى 

الجوهرةُ علم الهندسة 

الداءُ ليس في علومِ الحروب 

الداءُ في حرسِ القديم البالي  

في حياةٍ عاشت وماتت  

ولا تزال تمتلئ بهم وتتكاثر  

داءُ العنصريّةِ داء 

وكلّ مذاهب الجشعِ 

والقتلِ بالتجويع. 

 

(حرائق في الوجوه) 

الوجوه ذاهلة 

الحرارةُ فوقَ الأربعين 

لا قطرةَ ماء 

المشهدُ يتكرّر 

مهيضو أجنحة 

المسافةُ سنوات ضوئيّة    

شِباكُ صيّادي السمك 

في البحارِ البعيدة 

لا تزال ترفع عظاماً بشريّة 

لا نفعَ بعدُ من رفعِ تقارير  

للجهاتِ الرسميّة  

الحرائقُ في الوجوه 

من أثرِ خليطِ الملحِ والنفط  

من أثرِ نفاقِ العالم 

لا تقل أنّي أسأتُ فهمك 

لا تقل أنّك لا تكره 

أنّ القلوبَ تقسو أحياناً 

لا، لا تقل أنّك 

تطلق الرصاص  

فوق رؤوسهم 

لجماً للإكسودس  

لا 

فقط قلْ 

إنّهم لا يشبهونك. 


(رئيس الطيور)  

أيُّها النسِر 

ملقى مِنْ سمائك 

على ظلّك؟            

مطعونٌ 

في قلبِ قلبِك؟             

هذه المسافة 

وكلُّ مسافة  

جفّتْ  

وليس بعدُ 

إلاّ 

خردة ظلّك؟           

مُلقى 

يا رئيس الطيور 

في الملحِ الواسع؟          

قلْ 

إلاّ إنطفاء جناحيك 

إلاّ تشنّج قبضتيك  

وهذا الذهول 

في صفاء سماوات عينيك.  


(إبرة السخرية)     

المنفتِحُ   

عقلٌ ممسِك   

العويلُ  

رحيلٌ آخر 

وآخر  

القاسي  

لا يلينُ من ذاته  

الأصنامُ  

لا تحطّمُها المطارقُ  

مثل إبرةِ السخرية 

الفجرُ الآخَر 

يرى الفجرَ الآخَر 

والراهنُ 

يحتاجُ إلى شرح 

مثلما يُدرِكُ الطبيبُ الجرّاح. 


(لحظة 1) 

الدرسُ 

لا ينتهي  

وكم سنحتاج للحظّ  

الحظّ السيىء  

ثلثاهُ الإهمال   

والمختلُّ  

يقولُ أنّه العاقل. 

    

(لحظة 2)  

الإصابةُ  

هي من كلّ جهة 

قطارُ الإنتظار 

لا أوّل له ولا آخِر  

الغدُ 

يعبرُ بمقدارِ العقلِ   

وعيونٌ كثيراً 

تغادر.  

     

(الحكاية) 

أقولُ فأصمت  

وأصمت فأقول  

صمتٌ  

في كلام 

وكلامٌ  

في صمت 

ذاته قبل العاصفة 

ذاته بعد العاصفة  

السمُّ يتقيّأ خدودَه 

والسقوطُ أعلى 

مِنْ برجِ الهاوية. 


(زهرةُ الطريق)  

أنتَ حيّ   

سترفض أن تعيشَ في الموت  

أنتَ ميْت  

قلْ لِمَن زهرة الطريق؟. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق