مرايا على قصيدة ( علبة الأصابع ) للشاعرة الرومانسية هدلا القصار/ مهدي النعيمي



المرآة الأولى:

الرؤيا في الحياة الإنسانية رهينة بزمنها في مناحي الحياة مجتمعة من ادبية بأنواعها شعر أو نثراً او اقتصادية أو سياسية او دينية او غيرها . والحديث عن الشعر فيه معالم مرتهنة بوجودها وتطورها فالأقدمون كانوا يعتمدون في بنية البيت الشعري ضمن القصيدة على ما اتفق عليه ب ( عمود الشعر )في حضارة الإنسان العربي يقابله ( الوحدات الثلاثة )في بنية الآداب الأوربية في منهجهم الكلاسيكي .

وطبيعي جدا أن تخضع العناصر السائدة الى التطور او التقويم او التغيير حسب البناء الفكري والاجتماعي .فعمود الشعر نتيجة لسعة الحياة واتصالها بالآداب الإنسانية خضعت هي بدورها إلى صياغات جديدة نتيجة اختلاط وتزاوج الحضارات الإنسانية والتلاقح فيما بينها فظهر المنهج الرومانسي كخليفة للمنهج الكلاسيكي وهذا بدوره لم يكن سائدا بل تعرض لهزات بظهور مناهج أخرى جديدة لسنا بسند وصدد البحث فيها . وأكثر ما يدعو إلى التبدل أو ظهور المنهجيات هو تعرض الشعوب إلى هزات عنيفة ربما تخلق نوعا من السوداوية في حياة الشعوب . وهذا ما نلمسه في تطور الحياة في معالمها جميعا بعد عصر النهضة وما تعرضت له من هزات ظهر فيها من الفلاسفة والقادة والمفكرين والرواد من امثال - روسو - وفلوبير وبودلير وموباسان وغيرهم في أرجاء العالم .وكذلك تتحكم آثار الحروب على البنية الفكرية الإنسانية في مختلف مناحي الحياة وخاصة بعد دمار العالم في الحربين العالمية الأولى عام 1914 والحرب العالمية الثانية التي انتهت في عام 1945 بطحن الأجساد البشرية عالميا ولمدة 5 سنوات استعملت فيها أقسى تقنيات الدمار في حينها انتهت بسقوط الرايخ الألماني وسقوط برلين .هذه الهزات شاركت أو أسقطت ظلالها على الآداب الإنسانية .

ولذلك نجد العالم العربي قد تأثر بهذه الهزات وتزاوج الثقافات فظهر لدينا على الساحة الادبية نوع جديد من الشعر قاد ريادته على اختلاف الآراء في الريادة الأولى - بدر شاكر السياب - ونازك الملائكة - وعبد الوهاب البياتي - وقوبل بين الإقبال والرفض ولكنه فرض نفسه على الساحة الأدبية تحت مسمى الشعر الحر الذي يتحرر من الوزن والقافية ويعتمد على ( التفعيلة ) او ( الإيقاع )وظهرت هذه الهزة بعد الحرب العالمية الثانية.


وبحكم التطور الزمني واختلاج الوطن العربي بالانتفاضات والثورات بين النجاح والإخفاق لم يدم البناء الشعري على العمودي القديم والشعر الحر الجديد وإنما ظهر نوع ثالث يزاحم النوعين السابقين اطلق عليه تسمية - قصيدة النثر - او - النص النثري - الذي يجد فيه رواده امثال - ادونيس - محمد الماغوط - سركون بولص - و زاهر الجيزاني - والكثير من عشاق هذا اللون من الادب الذي يعتمد الكاتب في بنيته الأسلوبية على - التكثيف واستعمال الرموز والإيحاءات وتمايز الصور التي تعتمد في تشكيلاتها على المفاجآت داخل النص الذي يمثل فيه احساس الكاتب في الرؤية البنيوية لمدلول النص ضمن اطارها الجديد .

وواحدة من الشواعر التي يشار لها بالبنان في مسايرة بناء القصيدة وفق المنهج الحديث الشاعرة الرومانسية المتألقة هدلا القصار .

- جان جاك روسو - 1712 - 1778 كاتب وفيلسوف ومحلل سياسي فرنسي

- كوستاف فلوبير 1821 - 1880 - روائي وقانوني فرنسي

- شارل بيير بودلير -1821 - 1867 شاعر وناقد فني فرنسي

-غي دو موباسان 1850- 1893 - كاتب وروائي فرنسي

- اودونيس - علي احمد سعيد - 1930 سوريا-

- محمد الماغوط 1934 -2006 سوريا

- سركون بولص 1944- 2007 شاعر عراقي

- زاهر الجيزاني 1948 - بغداد العراق



رؤيا المرآة الثانية على قصيدة ( علبة الأصابع ) الشاعرة هدلا القصار


من خلال قصائدها المنشورة أنَّ الشاعرة هدلا القصار تتربع على قمة مملكتها الشعرية بشاعرية لها منهجيتها في الشعر الحديث الذي سبرته وعرفت غاياته ومعانيه وهذه الرؤيا للشاعرة لم تتأتَ من رؤية سطحية او بسيطة ولكنها سبرت الأدب العربي شعراً ونثراً ورؤيتي انها سبرت الآداب الأجنبية في مزاوجة شرعية لتلاقح الثقافات حتى خرجت برؤيتها في الأداء والتركيب وهذا الطريق قد كان واضحا في كتاباتها مما جعلها تمتاز بإسلوبها الخاص في الكتابة وكذلك ما وصلت اليه الشاعرة هدلا هو خزين عميق لماضٍ طويل في التمحيص بالمعارف وتذوقها وكذلك في الدربة والتدريب المستمر على هذا النهج مما وصلت اليه من النضوج بالمعرفة والاسلوب والاداء حتى ظهر في كتاباتها كمنهج مبرمج مع ذلك العمق الثقافي في الدراية والمعرفية . أما رأيي في اسلوب الشاعرة في كتابة القصيدة فأرى أنها تميل الى وضوح الفكرة وفهم المعنى والقدرة على ايصاله الى المتلقي مما تثير فيه فهم المراد والمقصود واثارة التساؤل حول الافكار المطروحة ضمن بنية النص اضافة الى تعدد الصور واحتواء القصيدة لها مما يضيف المتعة والتأمل في رؤية تلك الصور . يضاف ايضا الى انها تميل الى سبك التكوين العباري المعبر عن الصورة والمعنى . وهي تميل في البنية اللغوية الى الوضوح واستعمال الالفاظ الميسرة الخالية من التعقيد والوعورة . وكذلك في التراكيب اللغوية .

فقصيدتها مرآة ساطعة تنير الاضواء من حولها. والشاعرة حسب رأيي تميل في اسلوبها الى السهل الممتنع الذي تراه في متناول اليد ولكن حينما تطلبه يبتعد عنك وَيَزْوَرُ وبعد ذلك ليس لي إلا ان اركن الى عنصر الابداع الفكري والاسلوبي والارتكازي في قدرة الشاعرة العالية على الانبثاق الشعري لخدمة الحرف العربي المنير في سوح الادب بالرفعة والسمو .

والشاعرة فنانة في اختيار الالفاظ ذات الجرس الموسيقي المؤثر وفي تناسق تلك الالفاظ في تراكيب العبارات تصبح صادحة بالموسيقى المعبرة عن مدلولاتها مما ترسم الصورة المؤثرة للتعبير عن الرؤى مما يعطي طابع السلاسة في انسيابيتها للوصول الى الفهم والادراك وأحيانا تغطي مفهومها وفكرتها بظاهرة فلسفية تثير الاحساس والنقاش لدى المتلقي . مما تجعله متحمسا لمعرفة المزيد والغوص في عمق العبارة للوصول الى المعنى الخلفي والخفي بغية ايضاح الهدف .

ومن المهم الإشارة الى ان العمل الادبي اي عمل يخضع الى ركائز ينطلق خلالها الاديب او الشاعر في بناء هيكلية المقطوعة ومن اهم هذه العناصر عنصر ( الزمن ) وهي الفترة التي اشغلها المنشيء في التركيب الدلالي وفي فترته الزمنية بعصرها الحيني . ويعانق الزمن في البناء عنصر ( الحدث ) وهو الدافع الى البناء والتركيب وممكن ان يعبر عنه بالمناسبة التي تشير الى الانفعال للإنطلاق في المعمارية البنائية ضمن فضائياته التي ينسجها لإظهارالإنسجام في مقصورته الجديدة .ومن منطلق الزمان والحدث يتعانق (المكان ) الذي فيه يدور الحدث او الاحداث مما تحتاج الى الحيز المكاني لإشغال الصور المستوحاة في تلك اللحظة المتوهجة التي تثير فيه رفع القلم للتعبير عن المناسبة وفق الدفقة الشعورية المتأتية فيه او فيها لرسم المؤثرات الإنبثاقية النفسية على شكل بنية تعبيرية بدلالاتها المعنوية والتركيبية . والركيزة الاخرى المهمة في ذلك البناء هو عنصر ( الذاتية ) او ( الفكرية ) التي تجعل الاديب او الشاعر يضع عصارة فكره لجمع الصور المستوحاة من هذه الظواهر منها المرئية والحدثية او التخيلية التصويرية بواقعيتها في الحقيقة او الخيال لتكوين واظهار تلك اللوحة الفنية على شكل بناء تركيبي يطلق عليه العمل الادبي او القصيدة الشعرية . وفي اطار تلك المستوعب اتقد انبثقت قصيدة الشاعرة هدلا بمدلولها المسمى - علبة الاصابع - وفق تعبيراتها الادبية وبنائها التكويني بإستعمال عبارة - ليس سرا - في ثمانية مواضع وفي كل موضع تكتفي الشاعرة باستعمال الفعل الماضي الناقص الجامد - ليس - تتبعه بخبره -سرا -وحذف اسم ليس في جميع المواضع ثم تاخذ الشاعرة سعتها ومساحتها باختيار الافعال بين الماضية والمضارعة - مثل - وضعت - و -ان نعشق و نرفرف - و - نخبيء و نجرح و نزرع و تلد و نتوضأ و تستهدفنا و ان نتورم و لم تلدها و ان نعري و ان نرتشف -ومع هذه الافعال تتوارد الاسماء لإكمال دلالة معنى الجمل لرسم الصور الجميلة بفرشاة الشاعرة بين اناملها وتلوينها بزيتها الخاص حتى اخرجت لنا لوحة فنية ابداعية بصورتها الشعرية المعبرة عن الدلالة والمعنى في التراكيب والمبنى لإظهار التام الكامل للقصيدة بشكلها ومضمونها بإبداع فني شعري رفيع وفق مبدئية القصيدة الحديثة بعناصرها المتكاملة وفيها من صدق المشاعر والاحاسيس فولدت القصيدة تحت تسمية - علبة الاصابع –


(رؤيا )

مرايا على قصيدة (علبة الاصابع ) الشاعرة الرومانسية هدلا القصار

المرآة الثالثة

أمام المرآة إحدى قصائدها المنشورة التي لفتت نظري وانتباهي تحت عنوان - علبة الاصابع -

الوقفة الاولى عند عنوان النص في تساؤل لطيف ماذا تقصد الشاعرة ب - علبة الاصابع - أ هي تسمية ل -علبة السكائر - وكل سيكارة فيها اصبع او تقصد - علبة الماكياج - في اصابع الحمرة التي هي من ضروريات المرأة اليومية من الصباح الباكر وحتى الولوج في المخدع أو تقصد الشاعرة علبة الاصابع القفاز الذي يغطي الكف بأصابعه للزينة ان كانت هناك مناسبة او وقاءا من البرد .؟

أو أن الاشارة في - علبة الاصابع - الى استعمال الشاعرة تعبير - ليس سرا - وكل تعبير يمثل اصبعا بمجموعه يتشكل يناء القصيدة والقصيدة كلها علبة وكل سر فيها اصبع ويطلق عليها - علبة الاصابع - .

وربما كل هذه التساؤلات هي لا هذا ولا ذاك بل تقصد شيئا آخر سوف تبوح به وما يعود سراً .

ثم تنتقل الشاعرة بجمالية الإفصاح عن مكنون في النفس بقولها - ليس سراً - هنا وقفة تأمل لا نمر عليها مروراً عابراً بل نقف عندها برؤية ابتداءا كان الامر سرا ولا يعلم به احد فهو خصوصية من خصوصيات النفس او الروح وليس بالإمكان الطلب بالبوح إلا بإرادة ولغاية .

وتتوضح الرؤيا ب - لو وضعت ركن العشق في بردة ا لمحموم - يا سلام في استعمال - لو - هي لم تضع ولكن فرضت في نفسها عند البوح انها - لو وضعت - ووضعت ماذا ؟ ركن العشق اذن للعشق اركان وسوف تأتي الى ركن وتضع فيه ركن العشق وأين ؟في - بردة ا لمحموم - إذن هناك احتراق في إحتراق أو حرارة في حرارة - العشق -يغلي في الروح ويحمُّ به الجسد وبردة المحموم تكتسب تلك الحرارة من ذلك الجسد فيصبح اللهيب وتأتي الشاعرة ب - لو وضعت - أي أنها تزيد اللهيب لهيباً - الله على صبر العاشقين - وعند الوضع يصبح الأمر - ليس سراً - . هنا بوح بالعشق ولكن تحت الغطاء . وبعده مباشرة تردف الشاعرة قولها بقول - وليس سرا أن نعشق دون نزوات - المرآة هنا سرعان ما أوضحت أنّ هذا العشق فيه إختمار العقل وإنتصاره على العواطف والغرائز فتتجسد العقلية في التصرف والسلوك والبوح مما ينقلنا الى ان هذا العشق هو ليس عشق الشباب الذي كثيرا ما يذوب بعد بزوغ الشمس . وتنقلنا في التصور الجميل الى - او نرفرف دون اجنحة - والرفرفة معلومة ومعروفة هي خفق الجناح او الجناحين فكيف نرفرف دون اجنحة ؟ سوف نعير تلك الرفرفة الى قلب العاشق الذي في هزته العشقية هو اكثر من رفراف في دقاته وتحنانه وتصوره وولعه وحرقة ناره المعبرة عن مكامن العشق الذي يدغدغ العواطف بإنعكاساتها على التصرف والتعبير عما تجيش به النفس الولهانة فهي كرفرفة ذراعي الطفل الذي يشتاق الى حضن امه لضمه الى صدرها كي يكتسب الحنان ويهدأ ويطمئن بدفئها وحرارة تحنانها .

والانتقال الى السر الآخر المباح به بالتعبير - وليس سرا ان نخبيء سرنا في علبة الاصابع - والملمس هنا مع البوح ب - وليس سرا - ولكنه سرعان ما يكون كامنا بالتخبئة لذلك السر في علبة الاصابع . فهل هنا يعود وليس سرا الى سرية اخرى مخبأة في علبة الاصابع التي تحرص عليها الشاعرة ان لا تكون وليس سرا وتسرع في تخبئتها في تلك العلبة التي من مرآها تدل على انها علبة عزيزة على قلب الشاعرة بذكراها . ثم الانتقال الى - أو - اي ان هناك عدولا عن علبة الاصابع الى صورة اخرى تحياها الشاعرة هي - او نجرح دون شظايا - يا ترى كيف يكون الجرح بلا شظايا اوآلة من صفاتها الجرح ؟ وهذه اشارة الى ان الجرح لم يكن جرحا بدنيا او عضويا وانما هو الجرح المؤلم للتأثيرات النفسية بعواطفها الخفية ولا يكون هناك جرحا عاطفيا بلا موقف مؤلم يعمق ذلك الجرح ولربما يكون جرح الشظايا اخف وطأة وألما او انه سرعان ما يندمل ولكن كيف يندمل جرح العاطفة التي تختزنه االروح المكلومة المتأثرة بعواطف الحبيب الجارح .؟

وإذا ما ابتعدنا عن الجرح وبدون شظايا تستدرك الشاعرة الى الامل الذي ينشده الاحبة في عشقهم الحقيقي الغائر في الروح بتعبير - وليس سرا ان نزرع احلامنا في الوسائد وخيبات شهوة العبور - والجلي ان الزرع امل فكيف اذا كانت تلك الزراعة حلما ؟.وحلم العشاق هو البناء الروحي بصفاء وبناء وغرس المحبة في نور الشمس تحت ظلال الأشجار وخرير الماء حتى ينمو ذلك الزرع ولا يتم الا باللقاء ودحض الإبتعاد . واوجدت الشاعرة البيئة الخصبة للزراعة وهي زراعة تلك الأحلام في الوسائد ولماذا تتعدد الوسائد ؟ وسادة للعاشق ووسادة للمعشوق ووسادة ترجو الامل حتى يكون فيها دفن خيبات شهوة العبور. ويكون فيها الاستقرار لديمومة الشهوة العشقية في فنار العشاق وهنا لمس لتعداد البوح بالاسرار فلا يعود سرا او سرين بل اسرار وبالانتظار الى البوح بالمزيد منها حتى يأتي السر الذائع - وليس سرا ان نلد ابتكراتنا ونتوضأ دون غاية –

يا سلام مكشوف السر بالولادة والولادة موحية عن الإلتقاء وهنا تشمخ هذه الولادة مفتخرة بوليدها وهي الإبتكارات بصيغتها الجمعية وليس بالإبتكار الفردي ويعقب تلك الولادة التوضؤ وغاية الوضوء اقامة نسك او القراءة في المقدس وهنا الوضوء دون غاية اي ان ذلك الوضوء هو لطهارة الروح وانشراح النفس في تلك الولادات البكرية التي فيها الرفعة والسمو بشموخ الروح سامية بهدفها وغاياتها .

وسرعان ما يأتي التعقيب ب - او - العاطفة لركيزة اخرى هي الولادة ب - او تستهدفنا الحياة دون متعة - والحركة لدورة الحياة في غاياتها بالاستهداف الى ما يختزنه المصمم بخلاف ما يطمح اليه في الرؤيا واستهداف الحياة اقوى من ارادة الكائن الحي بطريقين اما ان يكون الاستهداف اقوى من المرسوم الفكري او دون طموح المرئي فإما ان يكون بمتعة وتلذذ فيها الوصول الى الغاية او بأطرافها .ولكن الشاعرة ارتأت ان يكون استهداف الحياة دون متعة وتركت الحبل بلا مفبض ب - دون متعة - منه ما يكون الامر فيه عاديا وبلا تأثير او تأثر ومنه ما يكون دون متعة ولكن مع الالم والجرح مما يجعل المتربص لتحقيق الامل في حيرة وضياع . ويبدأ الوضوح في استدراج السر المتعاقب لتلك الاسرار في - وليس سرا ان يتورم مصيرنا في فصول لم تلدها السماء - الحافة الحادة في هذا السر الباعث على التورم للمصير والورم لا يتأتى الا بموطن ألم وخلل في عضو او اعضاء فالالتفات الى ان ذلك التورم كائن في المصير والمصير حالة ما يحياه الانسان طوعا او كرها وما زال ان في ذلك المصير تورم فيترجح جانب الحتمية المفروضة على الانسان وبلا ارادته ولم يكن ذلك المصير في فصل وانتهى ولكن في فصول والفصول لا تكون الا بالتعاقب فكلما انتهى مأزق حتى تتكون مآزق مما تتورم فيه الحياة وتخدش العواطف وهذه الفصول الحاصل منها مألوف ولكن وعورتها بإنتظار ولادات السماء لها في حكم القدر المقدور المخبوء تحت خيمة غيمة السماء الحالكة المظلمة المتحكمة في المصائر البشرية وبدون قدرة او ارادة في الكيفية والشكل ومتى .... ؟

ويبقى الانتظار المؤلم يحز في الرؤية النفسية .

وما زال الامر هكذا اذن من حق الشاعرة ان تقول - وليس سرا ان نعري الاسرار وخريطة الرغبة حتى آآآآآخر الطريق - وقفت الشاعرة بصمودها وقوة ارادتها بانها سوف تنزع الغطاء وتزيحه عن تلك الاسرار وتجعلها واضحة جلية مضاءة ومضيئة لخريطة الرغبة والرغبة حق مشروع للكائن الحي المدرك العاقل في تحقيق رغباته لأنه خلق كي يكون انسانا له اهدافه وآراؤه وهذه التعرية طويلة ومؤلمة رسمتها الشاعرة بتكرار - آ آ آ آ آ خر - ولعدة مرات حتى تصل الى آخر الطريق ونهايته .وعادة ما يكون الوصول الى آخر الطريق بقرار وإرادة . وتنتهي الشاعرة ب - وليس سرا ان نرشف من علبة الاصابع سر معنى الكلمات - . والنهاية في دقتها ان الامل في روحية الشاعرة بودادها ان ترتشف من تلك الاسرار التي صنعت لها علبة الاصابع لتوقظ سر معنى الكلمات التي رسمت بها تلك الخارطة التي احتوت في علبتها الاسرار الكامنة في روحية الشاعرة . وبهذه الاسرار يكون البوح والاعلام والاعلان . ولكن هل ان تلك الاسرار المعلنة هي كلية الاسرار في احلامها واهدافها وغاياتها ؟

والقول لي ان ما احتفظت به الشاعرة من مكنون الاسرار الخاصة بها وبرؤيتها ما يزن من الوزن الثقيل في ميزان الروح البشرية وهو حق ثابت من حقوقها بالاحتفاظ به من مرور نسيم الصباح الباكر على رؤيتها ومنهجيتها في القول والفعل يحتفظ به وعاء القلب وسلامة الضمير وتحكيم الفكر ليس غير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق