مدرسة حداثيّة من غيرِ ادّعاء: "الأعمال الشعريّة" لوديع سعادة في سيدني/ شوقي مسلماني

 


"لن نتوقفَ عن الاستكشافِ أبداً، \ لكننا، في ختام بحثنا والتحري، \ سنعود الى حيثُ بدأنا، \ ونتعرف على المكان للمرة الأولى"، قال تي.أس.إليوت، وكرّر الأديب أنيس غانم في ابتداء كلمته خلال الأمسية التي أحياها أصدقاء الشاعر وديع سعادة في سيدني بمناسبة عمل "دار النهضة العربيّة" الجليل ـ يضمّ مجموع أعمال الشاعر الشعريّة في سفر تحت إسم "الأعمال الشعريّة". 

أمسية توقيع المجموعة تحولت احتفاء بتاريخ شعري أسّس لحالة حداثية جديدة بلغت العقد الرابع من عمرها ولا زالت شابّة ومتوثّبة، تؤرّخ إبداعا من غير ادّعاء. حضر الأمسية نخبة من الكتّاب والمثقفين في الجالية العربية ـ الأستراليّة وكان الافتتاح موسيقى أبوريجينيّة للفنّان روس ماي، تحية للسكّان الاصليين، فكلمة رئيس قسم الدراسات العربيّة والإسلاميّة في جامعة سيدني الدكتور أحمد شبول حيث كان ضوء على محاور وسيمات في تجربة وديع سعادة المتقدّمة في شعر النثر العربي. 

وتحدّث الدكتور شبول عن الإستمراريّة صعوداً منذ المجموعة الأولى "ليس للمساء أخوة" حتى المجموعة الأخيرة "تركيب آخر لحياة وديع سعادة". وبخصوص اللغة قال أنّ محرّضها على الوجود هو العالم ككلّ، فقصيدة وديع المترجمَة إلى الإنكليزيّة، مثالاً لا حصراً، لم تفقد روح القصيدة العربيّة الأصل، بل تُقرأ كأنها عالمية اللغة. وأخيراً أشار إلى أنّ "دار النهضة العربيّة" أحسنت صنعاً عندما جمعت دواوين سعادة في كتاب تحت إسم: "الأعمال الشعريّة" من دون لفظة: "الكاملة" لأنّ محبّي سعادة ينتظرون منه المزيد. 

وقدّم عريف الأمسية الدكتور جمال مراد، بعد قراءة آراء في الشاعر من صحف "الأخبار"، "السفير"، "النهار"، "الحياة"، "القدس العربي" وغيرها، الشاعرة الأستراليّة آن فيربيرن التي سبق وترجمت قصائد لسعادة إلى الإنكليزيّة وأصدرتها في كتاب سنة 1997 تحت إسم "Secret Sky ـ سماء سريّة". تميّزت كلمتها التي جوهرها التقدير لشعر سعادة بالتعريف بالشاعر فهو "لبناني من قرية شبطين". غير أنّ فيربيرن تعلم أنّها ارتكبت المفارقة بقصد التأكيد على المعرفة الذاتيّة وتنشيط ذاكرة مَنْ سبق بالمعرفة وربّما نسي، فمَن يحبّ يهتم بهذه التفاصيل. 

الكلمة الثالثة كانت لكاتب هذه السطور جاء فيها: "اجتاز وديع سعادة امتحان الشعر، أطلق 10 مجموعات، وعلى مستوى الشكل وعلى مستوى المضمون فالصورة والفكرة، الأمل والألم، وعلى مستوى الحبّ. اشتغل على ميزان من ذهب.  شعراء عرب كثُر ينظرون بعين الجدّ إلى تجربته. 

بدأ الشاعر سعادة رحلته مع الشعر من ذروة "ليس للمساء أخوة". كثيرون حسدوه، وحسدُهم كان من حبّ وتقدير وإعجاب بهذا العنوان، كان ذلك قبل أربعة عقود، وكثيرون يحسدونه الآن، وللسبب ذاته. 

الشاعر سعادة نكهةُ شعره مختلفة في الشعر العربي الحديث، أقصد أنّ في الشعر العربي قديماً وحديثاً شعراء مرموقون، لشعر كلٍّ منهم نكهة، ولشعر وديع سعادة نكهة لا تتيسّر إلاّ لقلّة. 

الحياة ودود، إنّما ليس غالباً، برتقالة في جيب فقير راجع إلى البيت،  الحياة أب يراقب وهو على عتبة البيت عسى تتوقّف حافلة وينزل منها أحد الذين طاروا وظلّوا هناك. كثيراً أغرى وديع سعادة الحياة من دون فائدة. الشراع أرقّ من أن يواجه حديد الريح العاصفة. هل أكاد أقول أنّ الهزيمة قد انتصرت؟. الهزيمة تنتصر، لكن ليس في حضرة الشعر بقوّة الحياة، رفع وديع سعادة شباكه ليصطاد الضباب، الشعر شباك لصيد الضباب. الهزيمة تنهزم أمام حياة شاعرة، ليس الشعر عزاء، إنّه تشبّث، وبحياة شفيفة، وبريشة من نسائم وديع خطّ وديع أشعاره رغم الألم والعزلة وظلام ليل. 

شعره نسائم أجنحة، شعره من ألم العظام، من عزلة، من كوّة أيضاً تدخل منها الشمس. "قصور الثقافة" و"الهيئة العامّة للكتاب" في مصر كرّمتْه بنشْرِ مختارات من شعره، واليوم تكرّمه "دار النهضة العربيّة" في لبنان بنشر أعماله الشعريّة في سفرٍ واحد، في حياة مجروحة بحياة تدمى على المستويات كافّة، وفيما هي يائسة هي تنظر صوب كوّة الضوء". 

ثمّ كلمة الأديب والإعلامي أنيس غانم جاء فيها: "مساؤكم شعر، هل كان وديع سعادة يدرك انه عندما انتهى من خط آخر كلمة في "ليس للمساء أخوة" في العام ثمانية وستين، لتوزيعه باليد لاحقا، انه ارتكب بلورة الحداثة الشعرية في مرحلة تأسيسية ثانية، وانه اضاف الى مدماك رواد مجلة "شعر"، ما سيصبح مدرسة في مشرق العالم العربي ومغربه، وفي الانتشار أيضا؟. اعتقد ان الأمر لم يهم وديع سعادة كثيراً، والدليل انه بعد أربعين عاما وعشرة اصدارات، يطلق مجموعته الشعرية ليضم بين دفتيها حياة متوجسة بالأسئلة والقلق لرتق الهواء وإعادة تركيب حياة جديدة. ما من صيّاد يصطاد لؤلؤة في مستنقع، لكن وديع سعادة تحدث عن اشياء صغيرة، تحدث عن الرحيل والنسائم والظلال، عن حبق أمه ورماد أبيه، عن نسغ العظام لري نبتة، عن حيطان بيت تعود الى جبالها حجارا، عن الصباح يتسلل من شق باب وجرة ماء بارد وقرنفلة في ثقب الباب، عن تبغ وقصب وفوح الحقول من الثياب، عن بقع زيت ولهاث، عن طير استل ذاكرة من نمل عينيه، وعن شبطين تستيقظ كي تشرب المطر. 

أرّخ لجنون الحرب من دون ابتذال ولا موعظة، لم ينع احدا، استشرف عمقا من النسيان أدقَ من الموت: العذاب ملاذ آخر، \ الملاذ منفى آخر، \ الجرح وطن آخر. \ الأشياء الصغيرة ليست تافهةً دائما. \ أين تقودنا الخطوة؟ \ ماذا تحفظ لنا الذاكرة؟  \ الذي لا أتذكره لا وجود له، حتى ولو كان مطرا. \ غرين فالي، الوادي الأخضر، ليس منفى. \ كيف يكون منفيا من جاب أمكنة وحقولا وفي باله عشبة نبتت في شقّ ذاك الجدار. لا أضيف جديدا، يا طالت أعماركم، إن قلت إن وديع سعادة سطّر صفحة جديدة، مختلفة، باهرة، في كتاب الحداثة الشعرية باللغة العربية، وضعته في مرتبة فريدة بين اقرأنه: هائل الشفافية، محملا بغبار الأسئلة الإبداعية الصعبة. والأجوبة الى رحم الغد. اختصر أولوية الأشياء ببساطة مريبة. بساطةُ بحثِ الشمس عن ابرة لتعيد وصل الذين زحلوا بالظلال. منفى؟ لا أعتقد ذلك أبدا. 

لا اعتقد ذلك أبدا، مطلقا، تماما. تعرفون خورخي لويس بورغيز، قال: في نهاية سنوات المنفى، أعود إلى دار طفولتي، وأشعر بأني ما زلتُ في بلد غريب، تعرفون طاغور، قال: المأوى القديم هو في الجديد، حيث تُقيم أنت نفسك، مساؤكم شعر، وعثرت في حقيبتي على أوراق لوديع سعادة، فيها أفكار وظنون وشبهات وخيبات، وكلمات بديلة. صور أناس غابوا لم التقيهم، وعروة موت، \ معاول وجثث أشجار.. وهواءٌ مستعمل، \ ظلّ جدار، \ قبائل ورماح ومشاريع غرقى، \ ودماء مذعورة، \ توترُ إليوت بين الموت والولادة، \ وحدةُ أدونيس الذي يولد كلَ صباح، وطنه أول المنفى. \ الأرق المبارك عند ادوار سعيد ليتعرف على الصباح الباكر، \ وهو أقلية في الأقلية. \ هدنة النوم عند بورغيس، \ نصاعةُ سركون بولص مثلُ صباحٍ تساقط فيه الثلج. \ خبز أم محمود درويش وحبق أم وديع. \ حبلُ سرّة محمد الماغوط الذي كان مشنقة. \ عتمة الطاهر بن جلّون. \ روابط البهجة في قلب طاغور مع الأشياء غير المألوفة. \ حبات رمل ذهبية \ تتسرب بين اصابع ادغار آلان بو. \ آثام بودلير وشياطينه، \ وصفُ غابرييل غارثيا ماركيز لأجمل غريق في العالم، \ سؤال بابلو نيرودا عن مصدر ملح البحر، اذا كانت كل الأنهار عذبة المياه. \ إذا لم تتبع حلمك فسوف تفقد أسرارك، اليس كذلك؟، \ ليس مهمّاً أن تفضي بك الدرب إلى اليقين، بل المهمّ أن تسلك الدرب، ونعرف انك فعلت، \ "على رغم ان شيئا لن يعيد ساعة الرونق الى العشب \ ولا المجد البهي الى الوردة \ فاننا لن ننتحب حزنا بل سنعثر على قوة من بقايا ما تركنا وراءنا".  

أعرف طيرا نقد نظرة من عين رنا، رناك، وطار الى حبقة في شبطين. وديع سعادة، \ أمي تبرعت بصوتها للعصافير، \ وأبي يسليها بأبيات عن المطارح والأصدقاء. \ احلام الشنون لبّت موعدها مع الغياب باكرا جدا، \ وتركت لواصف حبرَ قلبٍ غزيرا لقصائد جديدة. \ وسركون بولص، تعرف، عاد الى "مدينة أين"، \ وديع سعادة، \ قال لك أدونيس: الصداقة شعر آخر، وانا أحاول ان أقول شيئا، \ ساعدني بقصيدة اعطني سيكارة". 

واختتم الشاعر وديع سعادة، يرافقه على الناي الفنّان هيثم حاوي، بقراءة قصائد من الأعمال الشعريّة: 

1 ـ "الهجرة"  

حين ذهبوا لم يقفلوا أبوابهم بالمفاتيح تركوا أيضًا ماءً في الجرن، للبلبل والكلب الغريب الذي تعوّد أن يزورهم وبقي على طاولاتهم خبز، وإبريق، وعلبة سردين. لم يقولوا شيئًا قبل أن يذهبوا لكنَّ صمتهم كان كعقد زواج مقدَّس مع الباب، مع الكرسي، مع البلبل والإبريق والخبز المتروك على الطاولة. الطريق التي شعرت وحدها بأقدامهم لا تذكر أنها رأتهم بعد ذلك لكنها تتذكر ذات نهار أن جسدها تنمِّل من الصباح إلى المساء بقمح يتدحرج عليه ورأت في يومٍ آخر أبوابًا تخرج من حيطانها وتسافر، ويذكر البحر أنَّ قافلة من السردين كانت تتخبَّط فيه وتمضي إلى جهة مجهولة. ويقول الذين بقوا في القرية إنَّ كلبًا غريبًا كان يأتي كل مساء ويعوي أمام بيوتهم. 

2 ـ "نظرة"  

يتركونَ عيونَهُمْ و يمشون متَّكئينَ على نظراتٍ قديمة مُسجّىً على أجسادهم صمتٌ مُسجَّاةٌ نسائمُ موتى أرواحُ أمكنةٍ أُبيدَتْ وفي بالهم إذا مرَّ غيمٌ ينزِلُ المطرُ على حقولهم البعيدة. يمشونَ وحينَ يتعبون يفرشون نظرةً وينامون. 

3 ـ "بقع زيت"  

لم نُوقِظِ النسائمَ النائمةَ فقط مشيْنا يُرافِقُنا مِلْحُ الفجر وأصواتُ الكلاب، ترَكْنا جُزَرًا بكاملِها هناك وفَحْمَ ملائكةٍ في الأقبيةِ وجذوعًا مكسورةً لآلهةٍ وأبديَّةً ثكلى، بُقَعُ زيتٍ مَشَتْ معنا على ثيابِنا وشَحْمُ أحلام وكانَ في قلوبِ بعضِنا عرباتٌ مُخَلَّعَةٌ ومواشٍ نافقةٌ، رافقتنا أصواتُ الكلابِ حتَّى غِبْنا وعلى الدروبِ، تحتَ أقدامِنا اكتشفنا نوعًا نادرًا من الأنين. هَايْ، أنتَ ها أنا الآنَ وَصَلْتُ جديدًا طازجًا مثلَ فاكهةٍ لم تَسْمَعْ بها اعْطِني سيكارة، معي حكاياتٌ غريبة عن ملوكٍ ومعارِكَ ومزهريَّات عن شعوبٍ اكتشفَتْها الرياحُ بالصُّدْفَة وأسماكِ أرواح على الرمالِ حكاياتٌ لكَ أنتَ وَحْدَكْ

اعطِني سيكارة، ومعي أيضًا تلالٌ من السنواتِ أريدُ أن أبيعَها تلالٌ مُشْرِفَةٌ على محيطاتٍ يرقصُ فيها الحيتانُ مع الغَرْقَى مُشْرِفَةٌ على خُلْجانٍ يمكنُ فيها بناءُ منتجعاتٍ لأعمارٍ أخرى، جميلةٍ تلالٌ، تلالٌ إدْفَعْ ما شئتَ وخُذْها. لم نُوقِظِ النائمِينَ ولم نَقُلْ كلمةً فقط سمِعْنا الكلماتِ الأخيرةَ للأبوابِ التي كانت تئزُّ عند دخولنا وخروجنا ومشيْنا تركْنا صُوَرًا على الحائطِ رائحةَ زيتونٍ في الزاويةِ أعضاءَ حكاياتٍ على المناشِرِ مَشْكُوكةً مع التبغِ ورأسَكَ يا رياض الذي صار نيازِك. مُقَطَّعِينَ مُخَلَّعِينَ واثبينَعلى عُكَّازاتٍ في الشوارعِنَصِلُ بأعضاءٍ ناقصةٍ حيثُ نذهبُ وحينَ نغادرُ نتركُ بعضَ أعضاءٍ لنا عيونٌ وأقدامٌ لا تزالُ هناك لذلكَ، حينَ نمشي، لا تشعرُ الدروبُ بنا وإذا انهمرَ مطرٌ تكونُ في مكانٍ آخر تَدْمَعُ عيونٌ اعطني سيكارة من الدُّخانِ تُولَدُ الآلهة تُولَدُ الكنوزُ والسماواتُ والبهاءُ، شوقي صديقي لكنَّهُ بعدَ قليلٍ سيصيرُ سِكَّةَ حديد أريدُ فقط قبلَ ذلكَ أن أشربَ سيكارةً معه كلُّ قطاراتِ سِيدْني تمرُّ في رأسِهِ عَبْرَ "سيدنهام" وهو على وشك أن ينفجرَ اعطني سيكارةً، وخضْرُ الذي رمى بندقيَّتَهُ في الجبالِ ونَزَلَ صارَ رسالةً بلا عنوان ينقلونَهُ من بريدٍ إلى بريد ولا يَصِل، من الدُّخانِ تُولَدُ الطريقُ تُولَدُ العناوينُ و البيوتُ وأصحابُها من الدُّخانُ يُولَدُ اللهُ هاتِ سيكارةً سأُرْسِلُ لكَ حينَ أعودُ هِضابًا من التبغِ عن مناشِرِنا سلالَ فاكهةٍ وبَيْضٍ من دجاجاتٍ نُرَبِّيها على حُبوبِ أحلامٍ وتبيضُ كنوزًا سأُرْسِلُ لكَ بعضَها أيضًا وذاتَ يومٍ اخترَعْنا  عروقًا للصمتِ مشَيْنا نَشُكُّها في أجسادِ الدروبِ مشَيْنا في هواءٍ قارصٍ لِنُبَكِّلَ أزرارَ الطُّرُقِ وكانَ لَحْمُ صدورِها يرتجفُ أمامَ عيونِنا رأينا تحتَ الجسورِ أحشاءَ حياةٍ وشظايا عيونٍ تبحثُ عن نظراتِها إسْمَعْ، رأينا الحياةَ  ترتجفُ تحتَ شجرةٍ وهَمَّ بعضُنا أنْ يخلعَ قميصَهُ ويُغطِّيها، مشَيْنا بصدورٍ عاريةٍ وكانَ الهواءُ صديقَنا يأتينا بزهورٍ ويلعبُ بشَعْرِنا كانَ الهواءُ يحملُ لنا نظراتٍ ضيَّعَها أصحابُها وهُمْ يحدِّقونَ في الشفق. معنا أساورُ معنا شوارعُ معنا ظلال معنا هواءٌ و قَصَب وفي حقائبِنا حفيفُ صُوَرٍ وضمَّاداتُ حنين وعُكَّازاتُ أصواتٍ تركضُ من جبلٍ إلى جبل، مَشَيْنا وكانت ورقةُ لوزٍ أمامَ الباب نظرْنا إليها وتابَعْنا. أنيسُ بعينيه الغَيْمَتَيْنِ فوقَ سهلِ برتقال بعروقِ أصابعِهِ الماضيةِ نَحْوَ أن تصيرَ أقلامًا ناشفةً وبقمحِ أحلام يَنْقُدُها طيرٌ عن فمِهِ، وغَسَّانُ بعُودٍ عزَفَ عليهِ كُلَّ الطريق حتَّى صارَتِ الشوارعُ أوتارَه. لم يكن عندنا غيرُ رائحةِ تبغٍ وزيتونٍ حمَلْناها على ثيابِنا ومضَيْنا مَشَيْنا خفيفينَ لئلاَّ نُزْعِجَ ندى الطريقِ ولم نَحْنِ غُصْنًا لم نُوقِظِ النسيمَ لم نُوَدِّعِ الأصدقاءَ لم نَقُلْ كلمة فقط مَشَيْنا.

Shawkimoselmani1957@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق