انطوى عام آخر، وكان عامًا سياسيًا، حافلًا ومليئًا بالأحداث السياسية، والانشقاقات الحزبية، والاغلاقات لمواجهة وباء كورونا، التي لم تحقق أي نتيجة، وبجرائم العنف في الوسط العربي التي فاقت أي تصور، حيث بلغ عدد الضحايا ما يقارب 112 شخصًا، هذا فضلًا عن تعمق الفقر والضائقة الاقتصادية، وزيادة أعداد الفقراء في المجتمع. يضاف إلى ذلك اتفاقات التطبيع مع عدد من الدول العربية والخليجية.
لقد كشفت جائحة كورونا مدى هشاشة النظام السياسي الاسرائيلي، وعمق الأزمة السياسية والاقتصادية التي تجتاح المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، والمتجسدة في عدم النجاح بتشكيل حكومة دائمة ومستقرة تخدم المواطنين، وتعمل على النهوض بالاقتصاد، وفشل الحكومة برئاسة نتنياهو في مواجهة وباء كورونا.
ما يشهده المجتمع الاسرائيلي في السنوات الأخيرة من صراعات وخلافات هو ليس على القضايا الجوهرية والسياسية والمشاكل اليومية لعامة الشعب وبسطاء الناس، وإنما يتركز على القضايا الشخصية، وما يهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو نفسه والاحتفاظ بموقعه السياسي والبقاء في سدة الحكم، في حين يتركز هدف الخصوم السياسيين لنتنياهو التخلص منه وزجه في السجن على خلفية ملفات الفساد والرشوة التي تلاحقه.
لم تتبلور بعد المواجهات الاجتماعية والفكرية في المجتمع الاسرائيلي بين تلك المكونات الاجتماعية المتعددة والمختلفة في الثقافة والفكر الاجتماعي السياسي، وإن كانت الخلافات السياسية والشخصية تسيطر على المنظومة الاجتماعية الاسرائيلية، إلا أن السؤال المطروح: هل تشكل هذه المواجهات والصراعات والتناقضات الاجتماعية ومن خلفها الخلافات السياسية بداية انقسام وتمزق في المجتمع الاسرائيلي؟! وهل سينجح نتنياهو بألاعيبه ودهائه في حسم الجولة القادمة لصالح حزبه، ويقوم بتشكيل حكومة أكثر يمينية وعنصرية؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق