هذا البطل الجزائري العظيم اكتسب شهرته الواسعة في مشارق الأرض ومغاربها بسبب حمايته لآلاف المسيحيين في الشام سنة 1860م..
صحيح أنه كان هناك في بلاد الشام الجميلة الكثير من رجال الدين المسيحيين أو المسلمين الذّين كانوا ينتفضون بين الحين والآخر ضد الفتن الطائفية التي كان يُديرها الوالي العثماني أو القناصل الأوروبيين ، ولكنه وحده الأمير عبدالقادر الذّي استطاع أن يحمي الآلاف من المسيحيين واليهود من بطش الغاضبين ؛ فاحترمه الجميع ، وطبقتْ شهرته الأفاق فراسله أباطرة أوروبا وملوكها يشكرونه ويُعبرون عن إعجابهم به !
الأمير عبدالقادر البطل المغوار ، السياسي المحنك ، الصوفي المتبحر في علوم الدين ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ، وهو الشخصية الأبرز في تاريخ الجزائر الحديث ..
لقد ترك لنا الأمير عبدالقادر أعمالاً أذهلتْ الناس ,أثارت إعجابهم وتقديرهم ما يُقارب القرن ونصف قرن من الزمان ..
وأعماله تركتْ أعمق الأثر في تاريخنا الوطني ، وتاريخ العرب الحديث .
وُلد الأمير عبدالقادر سنة 1807م بقرية القيطنة وهي تبعد عن مدينة وهران بحوالي المائة كيلومتر ، وقد ظهرت موهبته القيادية والعسكرية في سنّ مُبكرة ، ففي الخامسة وعشرون من عمره بايعه أهالي الغرب الجزائري لكي يقود المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي . وعندما تجاوز الثلاثين سنة قليلاً كانت دولته قد توسعت الى حدود تلمسان غرباً ، وسطيف والبويرة شرقا ، والأغواط جنوباً ، واعترف بسلطانه الأتراك ، الأسبان ، الانجليز والأمريكان ..
أمضى الأمير أربعة عشر سنة على صهوة جواده يُحارب ببسالة ورجولة أقوى وأمكر الجنرالات الفرنسيين، ولم يمنعه ذلك من أن يفسر القرآن الكريم ويتأمل الحياة ويكتبَ الشعر ..
وـتُوفى الأمير في دمشق سنة 1883 م . وقد كان له في الشام أعمال عظيمة ومآثر خلدّها تاريخ العرب الحديث ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق