يَقْظةُ القلب في دروبِ المآسي/ يونس عاشور



لم أكنْ أرجُو فِراقاً من أحبّة

كانُوا يوماً قُرْبَ قلْبِي يتغنّونَ الأغَانِي..

عندَما كنّا صغاراً كنّا نَصبُو نَحْوَ أُُلْفَة 

واشْتِيَاقاً للأمانِي ومآلاً للتّهانِي..

بيننا الجمعُ حضُورا..

وابتساماتِ الشّفاه تغبطُ القلبَ سُرُورا..

تُخْبِرُ النّفْسَ السّكينَة..

تُعْطِي للرُّوح وِصالاً للعَزيمَة..

واقفونَ في انتظارٍ لِبداياتٍ جديدة..

علّنا في كلَّ وقتٍ نتطلع لِنِهايَات مجِيدة..

قد تلاقينَا.. وعلى الودّ تَنَاغَينا جَميعاً 

في مَحطاتِ المَعَاني النّاصِعات..

وبدأنا في الحديثِ دَوماً عن نِضالٍ في كيانِ..

كلّمَا مرّ غريباً كانَ يشكُوا هَمّاً من عذابٍ وتفانِ..

وعتابٍ من عقابٍ في جوابٍ حاضرِ بالمآسي..

أيَّها المرءُ تريّث في الصّوابِ عن سؤالٍ وجوابِ..

وليَكُنْ فكركَ دَوماً صَائباً في مفاهيمِ التّحدّي والصّعابِ..

أيّها القلبُ الروائي لا تكنْ يائساً في متاهاتِ العقابِ..

كلّنا يحتاجُ صَوناً وتأسٍ بالرّفاقِ..

هم رفاقُ سَلَكُوا الدّرْبَ الصّحيح..

وخيارُ القومِ فيهم مطمئنُ مُستريح..

بمديحِ الكلماتِ تُعْطِي للنّفس انبعاث..

برياحٍ فيها بُشرى وعلائم تُثْلُج القلبَ الحَزين..

كم مَشَيْنا في المسافاتِ الطويلة..

كم سَأمْنَا من متاهاتٍ عَقِيمة..

كم عَرِفنا أنْفُساً كانت سقِيمَة..

قد تَخَطّينا صَعاباً وعوائق كانتْ جَسِيمَة..

في البدايات الأليمة..

لكنّنا دَوماً سَائرون نَحوَ أهدافِ الحَياة..

نرسمُ الرُؤيا حقائق في موازينِ الطّريِق..

لا نُبَالِي من دروبٍ مُسْتَفِزَّة..

صَحْوَةُ القلْبِ تُضِيءُ قلبَ كلّ غَافِل..

ومصابيحِ الدُّجَى تَهدِمُ كلّ حُزْنٍ وانْعِطَافَاتٍ سَحِيقة..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق