هيَ والخريف/ د. عدنان الظاهر

  


تاقتْ للمشتى

طوَتْ للفُرقةِ أثوابَ حِدادٍ سوادا

الألمُ الأقصى وجهٌ في ظلّي

مجدي في مهدي مُستودَعُ خِلاّني

الصبرُ حرارةُ تقوى إيماني

الطبُّ يُعاندُ لَعنةَ سُّمّاري 

العلِّةُ في الصدرِ خرابي                                                                          

جُرحٌ في ثغرِ الظمآنِ

أُفُقٌ ينأى

يرفعُ شكوىً تضليلا

عِرْقاً دقّاقاً مسروقا

قالتْ ركّزتُ أساسَ الآسِ

فتخدّرَ عُشّاقي كأساً كأسا

الباقي أهونُ باعا

أرحمُ عَبْدا

الخطرةُ برقُ اللمحةِ في المعنى

طوبى للحُسنى في جبهةِ حسناءِ الصدِّ

تتمنّى رؤيةَ ما في الصدْرِ

يتخفّى جَهْرا

الحبُّ الصارمُ مِهمازُ الليلِ

يا بنتَ الراعي والواعي والقابضِ جَمْرا

صُبّي زيتَ الزيتونةِ فالليلُ طويلُ

كوني نِدَّ الصبرِ وضِدَّ شروعِ الأسفارِ

حُبّكِ يَقدَحُ أقمارا 

يقبَسُ مِنْ صَنَمٍ نارا 

شَجَراً مُرّا

الصُدفةُ دَقّتُها إنذارُ

عيدي تأهيلي فالذكرى أقسى

قاستْ ذابتْ أجراسا

الغائبُ فيها طيفٌ يطفو

لا يفتأُ يرفعُ كأسا 

يستفتِحُ مفتاحَ الكُحلِ رصيدا

يعزفُ أشجانَ سقوطِ الأوراق خريفا

الدُنيا إنْ شَذّتْ شَدّتْ أعصابا

عاليها  سِردابُ

أسمعُ صولةَ ضَرباتِ المجدافِ تِباعا

البحرُ لُغاتٌ شتّى

قالتْ لا تأبَهْ جَرّبتُ الأعراضَ جميعا

الطبُّ نقيضُ خريفِ الحُبِّ

تشرينُ هواها

تشرينُ الأوّلُ عيدُ الألوانِ الحُسنى

تتغيّرُ تلقائيّا

تسمعُ ما قالَ المجرى للبُشرى

هلَّ المصباحُ وهلّلَ صَدّاحا

طالَ الليلُ وقصّرَ ساعاتِ الرؤيا

لم يرسمْ خيطاً مُلتفّاً في حبلِ

يوقدُ ناراً من نارِ

أطواقُ اللعنةِ قاموسُ الأعناقِ

إيّاكَ وبلواها

تصنعُ ناراً من ثاري

أترعتُ الكأسَ فزادتني إيمانا

أنَّ القادمَ يحملُ للراهنِ نِبراسا

أنَّ الشِدّةَ أقوى من شدِّ القوسِ

هل تأتي لتُمارسَ نارَ القُدّأسِ 

تسمعَ في نومِ الماشي موسيقى

تتخدّرُ عضواً عضوا

وتمُدُّ الراهبَ قُدّاسا

وأفيقُ إذا دقّتْ أجراسُ.

الدكتور عدنان الظاهر 


هناك تعليق واحد:

  1. آسف ... تصويب : أثوابَ حِدادٍ سودا بدل سوادا ....... أعتذر جداً.

    ردحذف