في انتظارِ اللاشَيْء
تَسرَحُ أَخيِلَةُ المفتونين
لا شَأنَ لي بِهِم حيثُ يٌحَلِّقون
خارِجَ أقبِيَةِ الزّمان
ولا حيثُ تَسبَحُ أوهامُهُم في عوالِمِ قَحطِها
إنَّهم مُستَسلِمون للُعبةِ قَتلِ الحلُمِ بالحلُم
والوَقتُ يَمضي دونَهم...
وبِلا أثَر.
سَأمضي في مُواجَهَةِ الريح
حيثُ قد لا أَرى السّهول..
ولَكِنّي أَعرِفُ الطريقَ إِلَيها
وقَد أُذهَلُ عَن رُؤيَةِ الصّخور..
ولَكِني أتَمَسَّكُ بِعِشقِ تَسَلُّقِها
وقَد تُحجَب عَني زرقة السماء
ويَظَلُّ يَسكُنُني سِحرُ بَهائِها
سَأَمضي في مُواجَهَةِ الريح
خُطوَتي، وَجنونُها... يَجذِبانِ المعصرات
يَلامِسُ رَشحُها رحِمَ التراب
فَتولَدُ الصحوَةُ الخالِدَة
أَجمَلُ مِن لمعَةِ الفِكرِ في وَعيِ حَكيم
بَسمَةُ الأرضِ لليَدِ الراعِيَة
رَقصَةُ الزرعِ في حَفلِ المطَر
سَأمضي مَعَ الريحِ في رِحلَةِ الخَطَر
أُصيخُ السمعَ لحِكمَةِ الوجود:
وَحدَهُ مَن يُعَلِّم قَلبَهُ إيقاعَ الجُرأَةِ المفتون
يُنافِس الأَيامَ رَقصَها المجنون
دانِيًا مِن مَزايا الفِكرَةِ الحرَّة
::: صالح أحمد (كناعنة) :::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق