وداعاً يا شام/ عبدالقادر رالة



     كان لهرقل عاهل الروم علاقة مميّزة وخاصة بالدعوة الإسلامية ، وهذه العلاقة امتدت منذ حربه ضد الفرس ؛ هزيمته ثم انتصاره المدّوي والحاسم عليهم على أرض فلسطين ؛ وقد ورد ذّلك في القرآن الكريم  والتبشير بنصر البيزنطيين (الروم) قبل حدوث المعركة ببضع سنوات ، وكان ذلك من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ وكان لذلك أيضا تأثير نفسي على المسلمين ومُضطهديهم من كفار قريش  إذ مالوا للفرس بينما مال المسلمون للبيزنطيين أهل الكتاب !

     وكانت المحطة الثانية لقاءات هرقل مع أبي سفيان في رحلاته التجارية الى بلاد الشام ، وأسئلته واستفساراته عن النبي محمد ودعوته ؛ وقد كان يتعجب منه كثيرا كيف يمدحه ويثني على خصاله ثم يُعاديه ويحاربه ويُضيق عليه وعلى أتباعه؟ !

     والمحطة الثالثة كانت رسائل الرسول الى ملوك العالم ، وكان من بينها رسالته الى هرقل دعاه فيها الى الإسلام  وقد اعترف هرقل بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، وأكرم الوفد الّذي حمل  الرسالة عكس ملك الساسانيين  الّذي مزق  رسالة النبي اليه بغضب يُخالطه كبرياء واحتقار للعرب !

   وكانت معركة اليرموك المحطة الأخيرة إذ تقرر فيها على يد خالد بن الوليد نهاية الوجود البيزنطي في أرض الشام إذ أطلق هرقل عبارته الشهيرة التي استمرت تُدوي على مر التاريخ :

ـــــ وداعا يا شام ... وداعا ليس بعده لقاء ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق