البخل النفسي آفة/ بسكال بلان النشار

 


نعم لنا الحق بالغضب والصراخ المستمر لأجل الحق...

نعم... هم مذنبون بحقنا... وهم ينهشون عيشنا...

أجل... هم بنظرنا سفّاحون مجرمون ظالمون....

وبالتأكيد لا نكنّ  لهم عاطفة أو حب...

لكن... لا.... للتعبير البغيض والاصابع المتّهمة...

لا... لا... لفقدان الانسانية ولا للهجوم على حق مشترك نتقاسمه معهم من ناحية الخوف على الذات...

بالمثل هم بشر ... ومن نحن لنحكم على الأعمار والحياة والصحة...

لن يضيف الطعم ساعات اضافية الى ايامنا ولن تتكاثف سنواتنا...

والمرض وباءا كان أم عضال لربما هو وسيلة لإظهار حكمة ما تجعلنا ندرك أننا لا نقرر لا البداية ولا النهاية ...

فعلام كل هذا الانقضاض على بشر صدف أنهم من فئة غير مقبولة شعبيا لكثرة وقاحتهم وتجبرهم وتطاولهم على رزق ونفس الشعب...

هم بشر والغريزة تتحكم بعقل الانسان عند الخطر وهم يشعرون بالخطر...

ونحن طبعا نعيش الحالة بأسوء درجاتها... إنما نتحلى بالادراك التام والخبرة العالية في مواجهة الأزمات ونتمسك بأكثر من السباق على طعم او دواء...

مررنا بأمور جاحدة ظالمة أثقلت كاهلنا... نعم... فقدنا أعزاء والقهر اضحى ملكا على قلوبنا... أجل...

لكننا لا ولن  نسمح أن يجتاحنا البخل النفسي اللا انساني تجاه أناس حصلوا قبلنا على لقاح...

ألا تلاحظون أنكم أعداء أنفسكم قبل أن يكونوا هم أعداءكم...

ألا تفقهون تحوّلكم الى وحوش ضارية وكل ما تنعتونهم به تطبقونه في مضيعة لروحكم بدل ان تحافظوا على نقائها وكبر عزتها....

ما هو هذا التفوق الذي تد.ّعون في مجابهة لا تنمّ الا عن ضياع داخلي وعدم توازن قوى...

اسمحوا لي وبكل محبة أن أقف في الوسط ولو لمر.ّة... فاليوم ارى ، كواسر من الجهتين... واشهد على انهيار أخلاقي يحرق تراب الضفتين، وأضيف أن النهر قد فاض بالطرفين...

فليأخذوا اللقاح قبلكم... أتظنون أن من تؤمنون به لا يفقه نواياهم... أولا تدركون  أن الساعة ليست بيدهم ولا بأيديكم...

لو تتوقفوا... متأملين قليلا... بأن الموت حق... وأن العيش حق والتصالح مع الفكرتين حياة .... لذا أدعوكم الى عدم التلهي باللّوم ولا حتى بالعتب...، لأن الحكمة السامية تسقط عليكم وعيا لا تقبلونه لأنه أصعب على النفس من بخلها...

إن الحكمة هي أن، في خضم الصعوبات، تحافظوا على البصيرة والترفع الانساني...

لا مرآة للروح إلا الروح فلا تدفنوها حية... ولا تجلدوها عنوة....   الكأس المرّة ملؤها الخل كفاية فلا تجعلواا طفحها وباء غرق في متاهات الظلمة...

نحن أبناء قضية دهرية وثباتنا في النضال قوّة... لذلك أتمنى عليكم صحوة وجدانية عقلية عاطفية ذكية للمثابرة بحسن الادراك حتى الوصول الى النتيجة المرجوّة...

عشتم... وعاشوا الملقّحين والدور آت على الجميع...

القليل من الخجل والوعي يحيي فكر الغد والانسان...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق