رئيس مؤسسة المطران ميخائيل الجَميل للحوار والثقافة
رئيس المركز الدولي للملكية الفكرية والدراسات الحقوقية - فِكر
منذ عقود وعقود، انطلق الفكر الماروني وظل ينمو ويتزايد منذ ذلك الوقت. وها نحن نرى المارونيين في كل مكان أشبه بباحثين عن أساس للحياة والسلوك. فكانت حياتهم نموذجاً انسانياً ومرجعاً ايمانياً وبئراً للقداسة والالتزام. وقد استطاع الشعب الماروني أن يصل إلى أعماقه، ويستمد قوته من الرب القدوس ليحقق تجربة لاهوتية فريدة وكونية.
الإرث الماروني.. يا لها من عبارة اخاذة تستوقف النظر!! وقد تعاقبت العصور والقرون، ومرت الكنيسة في أدوار كثيرة من النهوض الروحي حيث ساهم الموارنة في احياء الحياة النسكية والعمل الانساني.
إن التاريخ الماروني يقدم لنا صورة تصويرية رائعة، لا تستلزم من القارىء سوى أبسط الايمان، حتى يصير جزءاً من تلك الجماهير التي تصغي إلى الرب يسوع وتستجيب لرسالته وتكون جاهزة ومستعدة للاستشهاد.
منذ أقدم الأيام، استطاعت الرؤية المارونية أن تلعب دوراً بارزاً في تثبيت طبيعة المسيح الانسانية والالهية في آن معاً. فهو انساناً كامل الانسنة إلاّ من الخطيئة والهاً تجسد من أجل البشر. وقد حاول عدد من النقاد أن يبرهنوا عدم صحة هذه النسبة، بل حاول بعضهم وزعموا أن الموارنة لم يكن لهم أي تأثير على المجامع المقدسة، وأضافوا إليها تفسيرات وشروحات متناقضة. وفشلت كل تلك المحاولات فشلاً تاماً وظهرت التعاليم اللاهوتية المارونية بأبهى مظاهرها في دنيا العالم أجمع.
أما الناسك مارون، فقد كانت حياته المقدسة مثالاً للاهتداء والايمان واشارة إلى العلاقة الوثيقة بين الرب والبشر.
بهذا الأسلوب الرهباني، أسس مار مارون مدرسة ايمانية جامعة، وأوصانا أن لا نبرح من الوطن بل أن نظل مرتبطين فيه إلى ما بعد الأبد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق